سورة مريم عليهاالسلام
مكية ، وهي ثمان أو تسع وتسعون آية مدني وشامي
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(كهيعص (١) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا (٣) قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) (٤)
١ ـ (كهيعص) قال السدّيّ هو اسم الله الأعظم ، وقيل هو اسم للسورة ، قرأ عليّ ويحيى بكسر الهاء والياء ، ونافع بين الفتح والكسر وإلى الفتح أقرب ، وأبو عمرو بكسر الهاء وفتح الياء ، وحمزة بعكسه ، وغيرهم بفتحهما.
٢ ـ (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ) خبر مبتدأ أي هذا ذكر (عَبْدَهُ) مفعول الرحمة (زَكَرِيَّا) بالقصر حمزة وعليّ وحفص ، وهو بدل من عبده.
٣ ـ (إِذْ) ظرف للرحمة (نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) دعاه دعاء سرا كما هو المأمور به ، وهو أبعد من (١) الرياء وأقرب إلى الصفاء ، أو أخفاه لئلّا يلام على طلب الولد في أوان الكبر ، لأنه كان ابن خمس وسبعين أو ثمانين سنة.
٤ ـ (قالَ رَبِ) هذا تفسير الدعاء ، وأصله يا ربي ، فحذف حرف النداء والمضاف إليه اختصارا (إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) ضعف ، وخص العظم لأنه عمود البدن وبه قوامه ، فإذا وهن تداعى وتساقطت قوته ، ولأنه أشدّ ما فيه وأصلبه ، فإذا وهن كان ما وراءه أوهن ، ووحّده لأنّ الواحد هو الدال على معنى الجنسية ، والمراد أنّ هذا
__________________
(١) في (ظ) و (ز) عن.