سورة الحج
مكية وهي ثمان وسبعون آية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) (٢)
١ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) أمر بني آدم بالتقوى ، ثم علّل وجوبها عليهم بذكر الساعة ، ووصفها بأهول صفة بقوله (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) لينظروا إلى تلك الصفة ببصائرهم ، ويتصوروها بعقولهم ، حتى يبقوا على أنفسهم ويرحموها من شدائد ذلك اليوم بامتثال ما أمرهم به ربّهم من التردّي بلباس التقوى الذي يؤمنهم من تلك الأفزاع. والزلزلة شدّة التحريك والإزعاج ، وإضافة الزلزلة إلى الساعة إضافة المصدر إلى فاعله ، كأنها هي التي تزلزل الأرض على المجاز الحكمي ، أو إلى الظرف لأنها تكون فيها كقوله : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) (١) ووقتها يكون يوم القيامة أو عند طلوع الشمس من مغربها ، ولا حجة فيها للمعتزلة في تسمية المعدوم شيئا ، فإنّ هذا اسم لها حال وجودها.
٢ ـ وانتصب (يَوْمَ تَرَوْنَها) أي الزلزلة أو الساعة بقوله (تَذْهَلُ) تغفل. والذهول : الغفلة (كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) عن إرضاعها ، أو عن الذي أرضعته ، وهو الطفل ، وقيل مرضعة ليدلّ على أنّ ذلك الهول إذا حدث وقد ألقمت
__________________
(١) سبأ ، ٣٤ / ٣٣.