سورة السجدة
مكية وهي ثلاثون آية مدني وكوفي ، وتسع وعشرون آية بصري
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٣)
١ ـ (الم) على أنها اسم السورة ، مبتدأ ، وخبره :
٢ ـ (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) وإن جعلتها تعديدا للحروف ارتفع تنزيل بأنه خبر مبتدأ محذوف ، أو هو مبتدأ خبره (لا رَيْبَ فِيهِ) أو يرتفع بالابتداء وخبره (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) ولا ريب فيه اعتراض لا محل له ، والضمير في فيه راجع إلى مضمون الجملة ، كأنه قيل لا ريب في ذلك ، أي في كونه منزّلا من ربّ العالمين ، لأنه معجز للبشر ، ومثله أبعد شيء من الريب ثم أضرب عن ذلك إلى قوله :
٣ ـ (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) أي اختلقه محمد ، لأن أم هي المنقطعة الكائنة بمعنى بل ، والهمزة معناه بل أيقولون افتراه ، إنكارا لقولهم وتعجيبا منهم لظهور أمره في عجز بلغائهم عن مثل ثلاث آيات منه (بَلْ هُوَ الْحَقُ) ثم أضرب عن الإنكار إلى إثبات أنه الحقّ (مِنْ رَبِّكَ) ولم يفتره محمد صلىاللهعليهوسلم كما قالوا تعنتا وجهلا (لِتُنْذِرَ قَوْماً) أي العرب (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ) ما للنفي والجملة صفة لقوما (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) على الترجي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما كان لعله يتذكر على الترجي من موسى وهارون.