سورة طه صلىاللهعليهوسلم
مكية ، وهي مائة وخمس وثلاثون آية كوفي
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٣)
١ ـ (طه) فخّم الطاء لاستعلائها وأمال الهاء أبو عمرو ، وأمالهما حمزة وعليّ وخلف وأبو بكر ، وفخّمهما على الأصل غيرهم ، وما روي عن مجاهد والحسن والضحّاك وعطاء وغيرهم أنّ معناه يا رجل ، فإن صحّ فظاهر وإلا فالحقّ ما هو المذكور في سورة البقرة.
٢ ـ (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) إن جعلت طه تعديدا لأسماء الحروف فهو ابتداء كلام ، وإن جعلتها اسما للسورة احتملت أن تكون خبرا عنها ، وهي في موضع المبتدأ ، والقرآن ظاهر أوقع موقع المضمر لأنها قرآن ، وأن يكون جوابا لها وهي قسم (لِتَشْقى) لتتعب لفرط تأسّفك عليهم وعلى كفرهم وتحسّرك على أن يؤمنوا ، أو بقيام الليل ، فإنه روي أنه عليهالسلام صلى بالليل حتى تورمت قدماه ، فقال له جبريل : أبق على نفسك فإنّ لها عليك حقا (١) ، أي ما أنزلناه لتنهك نفسك بالعبادة وما بعثت إلا بالحنيفية السمحة.
٣ ـ (إِلَّا تَذْكِرَةً) استثناء منقطع ، أي لكن أنزلناه تذكرة ، أو حال (لِمَنْ
__________________
(١) قال ابن حجر : في الدعوات الكبير للبيهقي عن عائشة وفيه حتى اسمعدت قدماه وليس فيه كلام جبريل.