سورة القصص
مكية وهي ثمانون وثمان آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (٤)
٢ ـ ١ ـ (طسم. تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) يقال بان الشيء وأبان بمعنى واحد ، ويقال أبنته فأبان لازم ومتعد ، أي مبين خيره وبركته ، أو مبين للحلال والحرام والوعد والوعيد والإخلاص والتوحيد.
٣ ـ (نَتْلُوا عَلَيْكَ) نقرأ عليك ، أي يقرؤه جبريل بأمرنا ومفعول نتلو (مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ) أي نتلو عليك بعض خبرهما (بِالْحَقِ) حال ، أي محقين (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) لمن سبق في علمنا أنه مؤمن ، لأن التلاوة إنما تنفع هؤلاء دون غيرهم.
٤ ـ (إِنَّ فِرْعَوْنَ) جملة مستأنفة كالتفسير للجمل ، كأن قائلا قال : وكيف كان نبؤهما؟ فقال : إن فرعون (عَلا) طغى وجاوز الحدّ في الظلم واستكبر وافتخر بنفسه ونسي العبودية (فِي الْأَرْضِ) أي أرض مملكته ، يعني مصر (وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) فرقا يشيّعونه على ما يريد ويطيعونه ، لا يملك أحد منهم أن يلوي عنقه ، أو فرقا مختلفة يكرم طائفة ويهين أخرى ، فأكرم القبطيّ وأهان الإسرائيليّ (يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ) هم بنو إسرائيل (يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) أي يترك البنات أحياء للخدمة ، وسبب ذبح الأبناء أنّ كاهنا قال له : يولد مولود في بني إسرائيل يذهب ملكك على يده ، وفيه دليل على حمق فرعون ، فإنه إن صدّق الكاهن لم ينفعه القتل ،