(قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٢٧)
يقدر على الرزق؟ وأمره أن يقول لهم بعد الإلزام والإلجام الذي إن لم يزد على إقرارهم بألسنتهم لم يتقاصر عنه (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ومعناه وإنّ أحد الفريقين من الموحّدين ومن المشركين لعلى أحد الأمرين من الهدى والضلال ، وهذا من كلام (١) المنصف الذي كلّ من سمعه من موال أو مناف قال لمن خوطب به قد أنصفك صاحبك ، وفي درجه بعد تقدمة (٢) ما قدّم من التقرير دلالة غير خفية على من هو من الفريقين على الهدى ومن هو في الضّلال المبين ، ولكن التعريض أوصل بالمجادل إلى الغرض ، ونحوه قولك لكاذب (٣) إنّ أحدنا لكاذب ، وخولف بين حرفي الجرّ الداخلين على الهدى والضلال ، لأنّ صاحب الهدى كأنه مستعل على فرس جواد يركضه حيث شاء ، والضّال كأنه ينغمس في ظلام لا يدري (٤) أين يتوجه.
٢٥ ـ (قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) هذا أدخل في الإنصاف من الأول حيث أسند الإجرام إلى المخاطبين وهو مأمور به مشكور ، والعمل إلى المخاطبين وهو مزجور عنه محظور (٥).
٢٦ ـ (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا) يوم القيامة (ثُمَّ يَفْتَحُ) يحكم (بَيْنَنا بِالْحَقِ) بلا جور ولا ميل (وَهُوَ الْفَتَّاحُ) الحاكم (الْعَلِيمُ) بالحكم.
٢٧ ـ (قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ) أي ألحقتموهم (بِهِ) بالله (شُرَكاءَ) في العبادة معه ، ومعنى قوله أروني وكان يراهم أن يريهم الخطأ العظيم في إلحاق الشركاء بالله ، وأن يطلعهم على إحالة (٦) الإشراك به (كَلَّا) ردع وتنبيه ، أي ارتدعوا عن هذا القول وتنبّهوا عن ضلالكم (بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ) الغالب فلا يشاركه أحد ، وهو ضمير الشأن (الْحَكِيمُ) في تدبيره.
__________________
(١) في (ز) الكلام.
(٢) في (ز) تقدم.
(٣) في (ز) للكاذب.
(٤) في (ز) لا يرى.
(٥) في (ظ) و (ز) وضع الناسخ مزجور عنه محظور أولا ومأمور به مشكور ثانيا وهذا خلاف منطوق الآية والصواب ما أثبتناه من (أ).
(٦) في (ز) حالة.