(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ) (٨)
أنهم يفوتوننا. معجزين مكي وأبو عمرو ، أي مثبّطين الناس عن اتباعها وتأملها ، أو ناسبين الله إلى المعجز (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) برفع الميم (١) مكي وحفص ويعقوب صفة لعذاب أي عذاب أليم من سيء العذاب ، قال قتادة : الرجز سوء العذاب ، وغيرهم بالجرّ صفة لرجز.
٦ ـ (وَيَرَى) في موضع الرفع بالاستئناف ، أي ويعلم (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) يعني أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومن يطأ أعقابهم من أمته ، أو علماء أهل الكتاب الذين أسلموا كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار (٢) ، والمفعول الأول ليرى (الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعني القرآن (هُوَ الْحَقَ) أي الصدق ، وهو فصل ، والحقّ مفعول ثان ، أو في موضع النصب معطوف على ليجزي أي (٣) ليعلم أولو العلم عند مجيء الساعة أنه الحقّ علما لا يزاد عليه في الإيقان (وَيَهْدِي) الله ، أو الذي أنزل إليك (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) وهو دين الله.
٧ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال (٤) قريش بعضهم لبعض (هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ) يعنون محمدا صلىاللهعليهوسلم وإنما نكّروه مع أنه كان مشهورا علما في قريش ، وكان إنباؤه بالبعث شائعا عندهم تجاهلا به وبأمره ، وباب التجاهل في البلاغة والى سحرها (يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي يحدّثكم بأعجوبة من الأعاجيب أنكم تبعثون وتنشؤون خلقا جديدا بعد أن تكونوا رفاتا وترابا ويمزّق أجسادكم البلى كلّ ممزق أي يفرّقكم كلّ تفريق ، فالممزق مصدر بمعنى التمزيق ، والعامل في إذا ما دلّ عليه إنكم لفي خلق جديد ، أي تبعثون ، والجديد فعيل بمعنى فاعل عند البصريين ، تقول جدّ فهو جديد كقلّ فهو قليل ، ولا يجوز إنكم بالفتح للّام في خبره.
٨ ـ (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) أهو مفتر على الله كذبا فيما نسب (٥) إليه من ذلك؟
__________________
(١) في (ز) أليم.
(٢) في (ز) كعبد الله بن سلام وأصحابه.
(٣) في (ظ) و (ز) وليعلم.
(٤) في (ز) وقال.
(٥) في (ظ) و (ز) ينسب.