(وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٧٨) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (٧٩) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) (٨١)
وأخذوا له وأسلموا ، يريد اليهود والنصارى.
٧٧ ـ (وَإِنَّهُ) وإنّ القرآن (لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) لمن أنصف منهم وآمن أي من بني إسرائيل أو منهم ومن غيرهم.
٧٨ ـ (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ) بين من آمن بالقرآن ومن كفر به (بِحُكْمِهِ) أي (١) بعدله لأنه لا يقضي إلا بالعدل فسمى المحكوم به حكما أو بحكمته ويدلّ عليه قراءة من قرأ بحكمه جمع حكمة (وَهُوَ الْعَزِيزُ) فلا يردّ قضاؤه (الْعَلِيمُ) بمن يقضى له ، وبمن يقضى عليه ، أو العزيز في انتقامه من المبطلين ، العليم بالفصل بينهم وبين المحقين.
٧٩ ـ (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) أمره بالتوكّل على الله وقلة المبالاة بأعداء الدين (إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) وعلّل التوكّل بأنه على الحقّ الأبلج وهو الدين الواضح الذي لا يتعلق به شكّ ، وفيه بيان أنّ صاحب الحقّ حقيق بالوثوق بالله وبنصرته.
٨١ ـ ٨٠ ـ (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ. وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ) لمّا كانوا لا يعون ما يسمعون ولا به ينتفعون شبّهوا بالموتى وهم أحياء صحاح الحواس ، وبالصّمّ الذين ينعق بهم فلا يسمعون ، وبالعمي حيث يضلّون الطريق ولا يقدر أحد أن ينزع ذلك عنهم ويجعلهم هداة بصراء إلّا الله تعالى ، ثم أكّد حال الصّمّ بقوله إذا ولوا مدبرين ، لأنه إذا تباعد عن الداعي بأن تولى عنه مدبرا ، كان أبعد عن إدراك صوته ، ولا يسمع الصّمّ مكي وكذا في «الروم» ، وما أنت تهدي العمي ، وكذا في «الروم» حمزة (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) أي ما يجدي إسماعك إلا على الذين علم الله أنهم يؤمنون بآياته ، أي يصدّقون بها (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) مخلصون ، من قوله : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) (٢) يعني جعله سالما لله خالصا له.
__________________
(١) ليس في (ز) أي.
(٢) البقرة ، ٢ / ١١٢.