وقال آخر (١) : [من الكامل]
فسقى ديارك غير مفسدها |
|
صوب الربيع وديمة تهمي |
قال بعضهم : جعل الصّوب نزول المطر بقدر ما ينفع ، وإليهه أشار بقوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ)(٢) وقال : [من الكامل]
فسقى ديارك غير مفسدها (البيت)
وقيل : الصّيّب : السحاب ، وهو فعيل (٣) من صاب يصوب. والفراء يقول : إنه فيعل (٤) ، والأصل صويب. وتحقيقه في غير هذا من كتبنا. قوله : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ)(٥) ؛ النائبة ، وأصلها في الرّمية ثم اختصّت بالنائبة الفادحة. وأصاب يستعمل في الخير والشرّ. قال تعالى : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا)(٦). وقال بعضهم (٧) : الإصابة في الخير اعتبارا بالصّوب وهو المطر ، وفي الشرّ اعتبارا بإصابة السّهم ، وكلاهما يرجعان إلى أصل واحد. قوله تعالى : (حَيْثُ أَصابَ)(٨) أي أراد. ويحكى أنّ رجلين من أهل اللغة [اختلفا](٩) فيها فخرجا يسألان عنها فلقيا رؤبة فقال لهما : أين تصيبان؟ فقالا : هذه بغيتنا ، ورجعا. وفي الحديث : «من يرد الله به خيرا يصب منه» (١٠) أي يبتليه بمصيبة. يقال : مصيبة ومصوبة ومصابة ، والجمع مصائب ومصاوب ، وهو الأصل. كما قالوا مناور في مناير.
__________________
(١) البيت من شواهد الراغب في المفردات : ٢٨٨. وفي اللسان ـ مادة همي.
(٢) ١٨ المؤمنون : ٢٣.
(٣) وفي ح : فيعل.
(٤) وفي س : فعيل.
(٥) ١٥٥ و ١٥٦ البقرة : ٢.
(٦) ٥٠ التوبة : ٩. وفي الأصل اضطراب في رسمها.
(٧) وقال الراغب كذلك ، المفردات : ٢٨٨.
(٨) ٣٦ ص : ٣٨.
(٩) في الأصل : اختلفوا.
(١٠) النهاية : ٣ ٥٧.