وقيل : الذّمّة : الأمان ؛ ومنه الحديث : «ويسعى بذمّتهم أدناهم» (١) يعني أنّ أحد (٢) المسلمين إذا أمّن بعض الحربيين حتى يدخل بلاد جاز ذلك وحرّم اغتياله ، وإن كان المؤمّن أدناهم. وقد أجاز عمر أمان عبد على العسكر (٣). والذّمّ : اللّوم ضدّ المدح ، ومنه قوله تعالى : (مَذْمُوماً مَدْحُوراً)(٤). يقال : ذممته أذمّه ذمّا ، فأنا ذامّ وهو مذموم. وأذمّ بكذا أضاع ذمامه. وقولهم : أذهب عنهم (٥) مذمّتهم أي أعطهم شيئا لذمامهم. وبئر ذمّة أي قليلة الماء. ورجل مذمّ : لا حراك به.
فصل الذال والنون
ذ ن ب :
قوله تعالى : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا)(٦) جمع ذنب وهو كلّ معصية صغيرة كانت أو كبيرة. وأصله الأخذ بذنب الشيء ؛ يقال ذنبته ، ثم استعملت في كلّ فعل تستوخم عقباه ، ولهذا سمّي تبعة اعتبارا بما يحصل من عاقبته. والذّنب من الدابة وغيرها معروف ، ويعبّر به عن المتأخر والشيء الرّذل. قال : والأذناب : الأتباع (٧) وجئت في أذناب القوم. والذّنوب : الدلو العظيمة الملأى ؛ وإن لم تكن ملأى فهي دلو. وفي الأصل : دلو ذات ذنب. ثم يعبّر بها عن النصيب. ومنه قوله تعالى : (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً)(٨) ، وقال علقمة بن عبدة في حقّ أخيه شأس (٩) : [من الطويل]
وفي كلّ حيّ قد خبطت بنعمة |
|
فحقّ لشأس من نداك ذنوب |
__________________
(١) النهاية : ٢ ١٦٨.
(٢) وفي الأصل : آحاد.
(٣) وذلك في فتح شهرياج. والخبر مروي في فتوح البلدان للبلاذري : ٣٨٢.
(٤) ١٨ الإسراء : ١٧.
(٥) وفي الأصل : عن مذمتهم ، والتصويب من اللسان ـ مادة ذمم.
(٦) ١٤٧ آل عمران : ٣.
(٧) وفي الأصل : أكباد ، ولعلها كما ذكرنا عن اللسان.
(٨) ٥٩ الذاريات : ٥١.
(٩) البيت من قصيدته المشهورة «طحابك قلب» (شرح بائية علقمة : ٣٦)