فصل الذال والقاف
ذ ق ن :
قوله تعالى : (فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ)(١). الأذقان : جمع ذقن. والذّقن : ملتقى اللّحيين وعليها تنبت اللّحية. وذقنته ضربت ذقنه. وناقة ذقون : تستعين بذقنها في سيرها. ودلو ذقون ضخمة حائلة تشبيها بذلك. وقالت عائشة رضي الله عنها : «مات النبيّ عليه الصلاة والسّلام بين حاقنتي وذاقنتي» (٢) قيل : هي الذقن ، وقيل : هي طرف الحلقوم وهو أقرب لقولها في آخر : «بين سحري ونحري» (٣). فقولها : «نحري» يقوّي الثاني. وذقن الرجل على يده أي وضع يده على ذقنه.
فصل الذال والكاف
ذ ك ر :
قوله تعالى : (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ)(٤) قيل : هو التسبيح والتّهليل ونحوه. وقيل : بل هو الكلام في العلم كقولك : هذا حلال وهذا حرام. وقيل : معناه ولذكر الله عبده أكبر من ذكر العبد ربّه. قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ)(٥) أي شرفك وشرفهم ، وذلك أنه نزل بلغتهم ، وتشريفه لك أكبر من حيث نزل عليك خصوصا ، ولذلك أفرده عنهم. وقوله : (كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ)(٦) يجوز أن يكون من هذا أي فيه شرفكم على غيركم ، ويجوز أن يراد بذكركم ما تذكرون به. والذكر تارة يقال باعتبار هيئة للنفس بها يتمكّن الإنسان من حفظ ما
__________________
(١) ٨ يس : ٣٦.
(٢) النهاية : ٢ ١٦٢.
(٣) النهاية : ٢ ٣٤٦ ، السحر : الرئة. وانظر فيه تفصيلا. وقد جمعهما ابن منظور في مادة ـ ذقن.
(٤) ٤٥ العنكبوت : ٢٩.
(٥) ٤٤ الزخرف : ٤٣.
(٦) ١٠ الأنبياء : ٢١.