س ل و :
قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى)(١). قيل : هو طائر يشبه السّمانى (٢) ولا واحد له. وقيل : السّلوى ـ هنا ـ التّسلّي والسّلوان ، وهو ما يسلّي الإنسان من أحزانه وكمده. قال ابن عباس : المنّ كان ينزل من السماء ، والسّلوى : طائر. قال بعضهم : أشار بذلك إلى رزق الله تعالى عباده من النبات واللحوم ، فأورد ذلك مثالا. يقال : سلوت عنه ، وسلّيت وتسلّيت : إذا زالت عنك محبته. والسّلوان : خرزة كانوا يحكّونها ويشربونها ؛ يتداوون بذلك من العشق. ومن مجيء سلي يسلى قول الشاعر : [من الوافر]
إذا ما شئت أن تسلى خليلا |
|
فأكثر دونه عدّ الليالي |
وقيل : السّلوى : العسل. وأنشد (٣) : [من الطويل]
وقاسمها بالله جهدا لأنتم |
|
ألذّ من السّلوى إذا ما نشورها |
فصل السين والميم
س م د :
قوله تعالى : (وَأَنْتُمْ سامِدُونَ)(٤) أي لاهون ساهون. سمد (٥) عن كذا أي سها عنه. وعن ابن عباس : مستكبرون. وقيل : خاضعون ذليلون. أي لا تبكون في هذه الحالة ، بل في حالة التكبّر والتجبّر ، وأنشد (٦) : [من الوافر]
__________________
ـ السّلام على أهل المعاصي سنّة ماضية ، وبه قال كثير من أهل العلم في أهل البدع المتجاهلة (؟) وفيه طيب الكلام بفوائد السّلام للسمهوري.
(١) ٥٧ البقرة : ٢.
(٢) وفي الأصل : السماين.
(٣) البيت من شواهد اللسان (مادة ـ سلا) لخالد بن زهير.
(٤) ٦١ النجم : ٥٣.
(٥) وفي الأصل : سهد.
(٦) أنشد ابن عباس هذين البيتين شاهدا على أن السمود الغناء بلغة حمير. يقال : اسمدي لنا أي غنّي لنا ، ولم يذكر المؤلف هذا المعنى. والبيتان في اللسان ـ مادة سمد ، مع اختلاف.