وكشح لطيف كالجديل مخصّر |
|
وساق كأنبوب السّقيّ المذلّل |
وقال ابن عرفة : مكّنت فلم تمتنع على طالب ، يقال لكلّ مطيع غير ممتنع : ذليل ، من الناس ، ومن غيرهم : ذلول. وفي الحديث : «ربّ عذق مذلّل لأبي الدّحداح» (١) قال الأزهريّ : تذليل العذوق : أنها إذا خرجت من كوافيرها التي تغطيها عمد إليها الآبر (٢) فيسهّلها ويذلّلها (٣) بإخراجها من بين السّلّاء والجريد ، فيسهل قطافها عند إيناعها. وقال مجاهد : معنى الآية : إن قام ارتفع إليه القطف ، وإن قعد تدلّى إليه. وهذا قريب المعنى من قوله : (قُطُوفُها دانِيَةٌ)(٤). قولهم : الأمور تجري على أذلالها أي على مسالكها.
فصل الذال والميم
ذ م م :
قوله تعالى : (وَلا ذِمَّةً)(٥) لذمّة قيل : هي العهد. ومنه سمّي المعاهد ذمّيّا لأنّه أعطي العهد. وقال ابن عرفة : الذمّة هي الضمان ، ومنه : هو في ذمّتي أي ضماني. وأهل الذّمّة من ذلك لأنهم أدخلوا في ضمان المسلمين. وقال أبو عبيد : الذّمّة ما يتذمّم منه. قلت : يعني أنها مشتقّة من الذّمّ ، يعني أنّه يذمّ الرجل على إضاعة ما يعاهدهم عليه أو يؤتمن ، ومثلها الذّمام والذّمّة والمذمّة. والذّمّ جمع ذمّة. وأنشد لأسامة بن الحارث (٦) : [من الطويل]
يصيح بالأسحار من كلّ صارة |
|
كما ناشد الذمّ الكفيل المعاهد |
__________________
(١) النهاية : ٢ ١٦٦ ، وفيه : «كم من ..».
(٢) وفي الأصل : الأكر ، والتصويب من النهاية ، ومن اللسان مادة ذلل.
(٣) وفي الأصل : ويذلها ، ولعل الصواب ما ذكرنا. والتذليل : تسهيل اجتناء ثمرها وإدناؤها من قاطفها.
(٤) ٢٣ الحاقة : ٦٩.
(٥) ١٠ التوبة : ٩ ، وغيرها.
(٦) هو أسامة بن الحارث الهذلي ، وليس مذكورا في شعر الهذليين. ذكر صدره في اللسان ـ مادة ذمم ، لكن عجزه مختلف تماما وهو : «تغرّد ميّاح النّدى المتطرّب» غير أن المعلق قال في الحاشية : وليس فيه أي شاهد على شيء مما تقدّم. وما ذكره المؤلف هنا يوضح ضياع عجز شاهد ابن منظور. والذمة : البئر القليلة الماء.