عليّ. وقيل : باطنه عن الحسن ، وهما متقاربان. وقيل : الشّغاف : جليدة رقيقة تسمى غشاء القلب. قال ذو الرمّة (١) : [من الطويل]
مكان الشّغاف تبتغيه الأصابع
وقال ابن عرفة : وهو حجاب القلب ؛ يريد ما ذكرته. وذلك مثل قولهم : رأسه ، أي أصاب رأسه ، وكبده أي أصاب كبده ويقال له الشّغف أيضا.
ش غ ل :
قوله تعالى : (فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ)(٢) أي في تشاغل عن أهليهم المعذّبين في النار ينسونهم فلا يذكرونهم. وقيل : في اشتغال باللذّات ، عكس حال أهل الدنيا ؛ فإنّ شغلهم في كدّ الدّنيا وتعبها ، ولا لذّة منها إلا بعد مشقّة السعي في تحصيلها.
والشغل والشغل ـ بالفتح والضّم ـ هو العارض الذي يذهل الإنسان وقد شغل فهو مشغول. ولا يقال : أشغل رباعيا. وشغل شاغل مثل : شعر شاعر في المبالغة. وقولهم في المثل : «أشغل من ذات النّحيين» (٣) شاذّ لبناء أفعل من المبنيّ للمفعول. وبعضهم يراه مقيسا. وفي حديث عليّ رضي الله عنه : «أنه خطب الناس على شغلة» (٤) هي البيدر. قال ابن الأعرابيّ (٥) : الشّغلة والبيدر والكدس واحد.
__________________
(١) هذا وهم من المؤلف ، فالبيت للنابغة الذبياني من اعتذارية (ص ٤٥) ، ولكن فيه : دخول الشغاف. وهي ليست في ديوان ذي الرمة ، وإن كان في ديوانه (٢ ١٢٨٥) قافية شبيهة.
(٢) ٥٥ يس : ٣٦.
(٣) المستقصى : ١ ١٩٦. النحي : الزقّ للسمن خاصة ، وهي امرأة من تيم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن في الجاهلية ، ولها قصة تنظر في اللسان ـ مادة نحا.
(٤) النهاية : ٢ ٤٨٣.
(٥) وكلام ابن الأعرابي في اللسان : والعرمة ... واحد.