والسّلافة : أول ما يخرج من الزبيب إذا انتقع ، والماء الثاني يقال له نطل (١). والسّلف : تقديم رأس المال. وفي الحديث : «من أسلف فليسلّف» (٢). والسّلف : يطلق بمعنى السّلف تارة وبمعنى القرض أخرى ، كلّ ذلك لما فيه من التقدّم. والسّلف أيضا : ما قدّمته من العمل الصالح وما فرط وتقدّم من أقاربك. والسالفة والسّلاف : المتقدّمون في حرب أو سفر. والسّلفة : ما يقدّم للضّيف قبل القرى. ومن كلامهم : «سلّفوا ضيفكم ولهّنوه» (٣) وذلك لما فيه من التقدّم والتعجيل.
س ل ق :
السّلق : بسط بقهر إمّا بيد أو لسان. ومنه قوله تعالى : (سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ)(٤). ومنه : سلق امرأته إذا بسطها فجامعها. وقال مسيلمة لعنه الله لسجاح لعنها الله ـ المتنبّئان ـ لمّا وهبت له نفسها الخبيثة : [من مجزوء الوافر]
ألا هيّا إلى المخدع (٥) |
|
فإن شئت سلقناك |
وإن شئت على أربع |
وقيل : معنى سلقوكم : جهروا فيكم بالسوء من القول. ومنه الحديث : «ليس منّا من سلق» (٦) أي رفع صوته عند المصيبة. وفي الحديث : «لعن الله السالقة» (٧) أي الرافعة صوتها عند الجزع وتلطم وجهها. وسلقه بالسّوط نزع به جلده. ومنه سلق اللحم لأنه ينزعه عن العظم. والصاد تعاقب السين في هذه المادة. ويقال : سلقه واستلقاه (٨) على قفاه ، أي
__________________
ـ يقرؤونها «سلفا» بفتحتين. والسلفة ـ بالضم ـ قطعة من الناس مثل أمة (معاني القرآن للفراء : ٣ ٣٦). وذكر ابن خالويه أن مجاهدا وحميدا قرأاها «سلفا» ، وقال : كأنه جمع سلفة .. (شواذ القرآن : ١٣٥).
(١) وفي المفردات : «سلافة الخمر : ما بقي من العصير (ص ٢٣٩). واللسان يؤيد الأصل.
(٢) النهاية : ٢ ٣٨٩ ، وفيه «سلّفت».
(٣) اللهنة : ما تهديه للرجل إذا قدم من السفر ، واللهنة : السّلفة وهو الطعام الذي يتعلل به قبل الغداء (اللسان ـ مادة لهن).
(٤) ١٩ الأحزاب : ٣٣.
(٥) الصدر خطأ ، صوابه في تاريخ الطبري : ٣ ٢٧٣ مع تتمة القطعة.
(٦) النهاية : ٢ ٣٩١.
(٧) النهاية : ٢ ٣٩١ ، ويروى بالصاد.
(٨) جاء في هامش النسخة س : وسلقاه.