س ل خ :
قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ)(١) ، أي نخرجه منه إخراجا ليس معه من صورته شيء ، كما نسلخ جلد الشاة ونحوها عن لحمها ، وهو من أبلغ الاستعارات. ومنه استعير : انسلخ الشهر ، كأنه نزع عمّا قبله. وسلخت درعه ، وأسود سالخ (٢) وصالخ ، تصوّرا منه أنه سلخ جلده. ونخلة مسلاخ أي انتثر بسرها أخضر ؛ كذا قال الراغب (٣) ، وليس كما قال : بل التي ينتثر بسرها أخضر يقال لها : مخضارا فإن لم يكن أخضر فهي المسلاخ. وفي الحديث : «ما يشترطه مشتري التمر على بائعه أنه ليس بمسلاخ» (٤) كذا فسّره القتيبيّ. وفي حديث هدهد سليمان عليهالسلام : «أنهم سلخوا موضع الماء» (٥) يريد : حفروا فاستعار ذلك ، ويجوز أن يريد : سلخوا طبقة من الأرض كما يسلخ إهاب (٦) الشاة.
س ل س :
قوله تعالى : (عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً)(٧). ابن عرفة : هي اللينة السهلة في الحلق التي تسلسل فيه. ويؤيد هذا تفسير ابن عباس : إذا أدنوها من أفواههم تسلسلت في أجوافهم قال ابن الأعرابي : لم أسمع «سلسبيلا» إلا في القرآن. ويقال : عين سلسال وسلسل وسلسبيل أي عذبة سهلة المرور في الحلق. وأغرب ما قيل فيه. وليس بمستقيم ـ عند المحقّقين ـ أن أصله : سل سبيلا ، فيكون سل فعل أمر ، وسبيلا مفعول به ، أي : سل طريقا إلى الجنة. وهل وزنه فعفعيل بتكرار الفاء أو فعلليل؟ خلاف لأهل التّصريف.
س ل ط :
قوله تعالى : (سُلْطاناً مُبِيناً)(٨) أي حجة تثبت ضدّ مدّعيها. والسّلاطة : التمكّن من
__________________
(١) ٣٧ يس : ٣٦.
(٢) أسود : ثعبان
(٣) المفردات : ٢٣٨ ، وفيه : بسره الأخضر.
(٤) النهاية : ٢ ٣٨٩.
(٥) النهاية : ٢ ٣٨٩.
(٦) وفي س : إهابة.
(٧) ١٨ الإنسان : ٧٦.
(٨) ٩١ النساء : ٤ ، وغيرها.