وفي أخبار أئمة الهدى من أهل البيت عليهمالسلام وأدعيتهم وخطبهم ما يدلّ على كروية الأرض.
ومن ذلك ما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام قال :
«صحبني رجل كان يمسي بالمغرب ويغلس بالفجر ، وكنت أنا أصلّى المغرب إذا غربت الشمس ، وأصلّي الفجر إذا استبان لي الفجر. فقال لي الرجل : ما يمنعك أن تصنع مثل ما أصنع؟ فإن الشمس تطلع على قوم قبلنا وتغرب عنا ، وهي طالعة على قوم آخرين بعد. فقلت : إنما علينا أن نصلّي إذا وجبت الشمس عنا وإذا طلع الفجر عندنا ، وعلى أولئك أن يصلوا إذا غربت الشمس عنهم» (١).
يستدل الرجل على مراده باختلاف المشرق والمغرب الناشئ عن استدارة الأرض ، ويقرّه الإمام عليهالسلام على ذلك ولكن ينبهه على وظيفته الدينية.
ومثله قول الإمام عليهالسلام في خبر آخر : «إنما عليك مشرقك ومغربك» (٢).
ومن ذلك ما ورد عن الإمام زين العابدين عليهالسلام في دعائه عند الصباح والمساء :
«وجعل لكل واحد منهما حدا محدودا ، وأمدا ممدودا ، يولج كل واحد منهما في صاحبه ، ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد» (٣).
أراد صلوات الله عليه بهذا البيان البديع التعريف بما لم تدركه العقول في تلك
__________________
(١) الوسائل : ٤ / ١٧٩ ، الحديث : ٤٨٤٨.
(٢) نفس المصدر : ٤ / ١٩٨ ، الحديث : ٤٩١٢.
(٣) الصحيفة السجادية الكاملة دعاؤه عليهالسلام عند الصباح والمساء.