ويحتمل أن معنى
التفسير بالرأي الاستقلال في الفتوى من غير مراجعة الأئمة عليهمالسلام ، مع أنهم قرناء الكتاب في وجوب التمسك ، ولزوم
الانتهاء إليهم ، فإذا عمل الإنسان بالعموم أو الإطلاق الوارد في الكتاب ، ولم
يأخذ التخصيص أو التقييد الوارد عن الأئمة عليهمالسلام كان هذا من التفسير بالرأي.
وعلى الجملة
حمل اللفظ على ظاهره بعد الفحص عن القرائن المتصلة والمنفصلة من الكتاب والسنّة ،
أو الدليل العقلي لا يعد من التفسير بالرأي بل ولا من التفسير نفسه ، وقد تقدم
بيانه ، على أن الروايات المتقدمة دلت على الرجوع إلى الكتاب ، والعمل بما فيه.
ومن البين أن المراد من ذلك الرجوع إلى ظواهره ، وحينئذ فلا بدّ وأن يراد من
التفسير بالرأي غير العمل بالظواهر جمعا بين الأدلة.
٣ ـ غموص معاني القرآن :
إن في القرآن
معاني شامخة ، ومطالب غامضة ، واشتماله على ذلك يكون مانعا عن فهم معانيه ،
والإحاطة بما أريد منه ، فإنا نجد بعض كتب السلف لا يصل إلى معانيها إلا العلماء
المطّلعون ، فكيف بالكتاب المبين الذي جمع علم الأولين والآخرين.
والجواب :
إن القرآن وإن
اشتمل على علم ما كان وما يكون ، وكانت معرفة هذا من القرآن مختصة بأهل بيت النبوة
من دون ريب ، ولكن ذلك لا ينافي أن للقرآن ظواهر يفهمها العارف باللغة وأساليبها ،
ويتعبد بما يظهر له بعد الفحص عن القرائن.
٤ ـ العلم بارادة خلاف الظاهر :
إنا نعلم ـ إجمالا
ـ بورود مخصّصات لعمومات القرآن ، ومقيدات لإطلاقاته ، ونعلم بأن بعض ظواهر الكتاب
غير مراد قطعا ، وهذه العمومات المخصّصة ، والمطلقات