ولا يعني به أنه غير محدث لأنه قال : محدث غير مخلوق وغير أزلي مع الله تعالى : قيل : ولعلّ المنع من إطلاق الخلق على القرآن إمّا للتقية مماشاة مع العامّة أو لكونه موهما لمعنى آخر أطلق الكفار عليه بهذا المعنى في قولهم : (إن هذا الّا اختلاق) (١).
وعن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لم يزل الله تعالى عالما بذاته ولا معلوم ولم يزل قادرا بذاته ولا مقدور ، قلت جعلت فدلك فلم يزل متكلّما قال عليهالسلام : الكلام محدث كان الله (عزوجل) وليس بمتكلّم ثم أحدث الكلام (٢).
وفي خبر آخر عنه (عليهالسلام) لم يزل الله ـ عزوجل ـ ربنا والعلم ذاته ولا معلوم إلى أن قال : قلت فلم يزل الله متكلّما فقال عليهالسلام : إنّ الكلام صفة محدثة وليست بأزلية كان الله (عزوجل) ولا متكلّم (٣).
وفي «الاحتجاج» سئل أبو الحسن علي بن محمّد عن التوحيد فقيل : لم يزل الله وحده لا شيء معه ثم خلق الأشياء بديعا واختار لنفسه أحسن الأسماء ولم تزل الأسماء والحروف معه قديمة؟ فكتب (عليهالسلام) : لم يزل الله موجودا ثم كوّن ما أراد .. الخبر (٤).
فان قلت : ظاهر الأخبار المتقدّمة ، بل وكذا الآيات إنّما هو حدوث القرآن في هذا العالم الناسوتي بعد بعثه خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حسبما كان
__________________
(١) ص : ٧.
(٢) بحار الأنوار ج ٤ ط. الآخوندي بطهران ص ١٥٠.
(٣) بحار الأنوار ج ٤ ط. الآخوندي بطهران ص ٧٢.
(٤) الاحتجاج للطبرسي ج ٢ ص ٢٥٠.