وغيرها من عمل اليد حتى الحجامة والفصادة كلّها من الطبّ وإن افردوا بعضا منها بالتصنيف أو بالصنعة.
وعلم معرفة الأدوية والعقاقير الّذي أفردها بالتصنيف ويسقوريدوس بعد ما صرف عمره في استقصاء أنواعها وطبائعها وآثارها ومنافعها ومضاّرها ثمّ وسع فيه المتأخرون بعد تلاحق الأفكار والتجارب المكرّرة في مدى الأعصار بل الحقه كثير منهم بالطبّ مع كونه من مبادئه كما ألحقوا به قوانين معرفة الأمزجة وكيفيّة التراكيب وخواصّها بل خواصّ المركّبات وكيفيّة تراكيبها وأجزائها وغيرها ممّا سمّوها بالإقرابادين الّذين يضرب المثل لا كذب الكذب عند الأدباء بإقرابادين (١) الاطبّاء.
وعلم السنبره بمعنى القوانين يذكر فيه أن كلّ نوع من أنواع النبات يحتاج إلى اثني عشر قانونا معرفة حفظه وزمن غرسه أو زرعه وما ماهيّته من يوم ينبت إلى يوم قلعه ويخدمه أيّ كوكب وكم يبقى حتّى تسقط قواه فلا يستعمل في دواء بعدها ، وبم يعرف الصحيح والفاسد منه ، وبأيّ شيء يغشّ وكيف يعرف ، وما درجته وما نفعه ، وما القدر المأخوذ منه في اختلاف الأبدان والبلدان والفصول والإنسان وما ضرره وما إصلاحه ، وبما يبدّل عند العدم ، وأكثر مسائله مأخوذ من العلم السابق ومن الفلاحة.
وعلم التشريح الّذي يبحث فيه عن أعداد الأعضاء الأصلية البدنيّة والمركب الآليّة وأجزائها وكيفيّة وضعها وغير ذلك ممّا يلحقها ، وتعيين الرئيسيّة الّتي هي
__________________
(١) اقربادين لفظة فارسية معناها فن تركيب الادوية ، وافر نجيتها يونانية الأصل : وكان غير منفصل عن الطب ثم صار فنا قائما برأسه ـ دائرة المعارف للبستاني ج ٤ ص ٨٦.