عليهم أجمعين) وعلم الأحكام الشرعيّة الفرعيّة.
أمّا علم الأخبار المأثورة والأحكام الشرعيّة الفرعيّة الّتي يقابل بها الأصوليّة وغيرهما ممّا يتوقّف كلّ منها عليه كأصول الفقه والدّراية والرجال وغيرها من المبادئ العامّة والخاصّة لكلّ منهما فاشتهار القول فيها وكثرة تداولها أغنانا عن التعرض لها في خصوص المقام الّذي كان المقصود فيه الإشارة الى نوع العلوم.
وأمّا علم تفسير الكتاب وهو المقصود بالبحث في هذا الكتاب فلنشر الى تعريفه وموضوعه وغايته ومرتبته من العلوم وجملة من مبادئه على وجه الاختصار بعد التنبيه على شرف العلم سيّما ما تعلّق فيه بالكتاب السنّة.
الفصل الثالث
في شرف العلم وفضله من الكتاب والسنة والعقل
أمّا الشواهد القرآنيّة فكثيرة جّدا كقوله تعالى : (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) (٢) فإنّه أثبت الرفعة والفضيلة أولا للمؤمنين ثمّ خصّ من بينهم أولى العلم وفضّلهم على غيرهم بدرجات مبهمة غير معيّنة تعظيما وتفخيما وتكثيرا لها وأشعارا على أنّها على حسب اختلاف مراتبهم في العلم. ثمّ إنّ التفضيل بالدرجات وإن كان للمؤمنين أيضا من أهل بدر في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) إلى قوله : (لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ
__________________
(٢) المجادلة : ١١.