عزوجل ولا شيء غير الله معروف ولا مجهول كان عزوجل ولا متكلم ولا مريد ولا متحرك ولا فاعل جلّ وعزّ ربنا فجميع هذه الصفات محدثة عن حدوث الفعل منه جل وعزّ ربنا والقرآن كلام الله غير مخلوق فيه خبر من كان قبلكم وخبر ما يكون بعدكم ، انزل من عند الله على محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (١).
أقول : ودلالة الخبر كسابقه على المطلوب واضح من وجه كوضوح اشتمالها سيما الأول على جملة من البراهين الدالّة على ذلك.
واما قوله في الثاني : غير مخلوق فالمراد أنّه غير مجعول ولا مختلق من البشر كما تو همّه الكفار ، كما قالوا (إن هذا الّا اختلاق) (٢) ، ولذا صرّح بكونه محدث لله غير أزلي بل استدلّ له بقضية التوحيد.
ومن هنا يظهر الوجه فيما رواه في «الخصال» عن الصادق (عليهالسلام) قال : والقرآن كلام الله ليس بخالق ولا مخلوق (٣) حيث إنّ المراد نفي اختلاقه وافتعاله ، وأمّا نفي كونه خالقا فكأنّه من الخلق بمعنى الاندراس اي إنّه غضّ طريّ لا يبلى ولا ينسخ أبدا.
وقد ظهر مما مرّ الجواب عمّا استدلّ به القول بالقدم كما عن الأشاعرة من الخبر المرويّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم القرآن كلام الله غير مخلوق.
ولذا قال الصدوق (رحمهالله) بعد ذكر الخبر : إن المراد منه أي غير مكذوب ،
__________________
(١) بحار الأنوار ـ فضائل القرآن ج ١٩ القديم ص ٣١ باب ان القرآن مخلوق.
(٢) ص : ٧.
(٣) وردت بهذا المضمون روايات عن الباقر والرضا (عليهماالسلام) ومن أراد الاطلاع عليها فليراجع بحار الأنوار ج ١٩ ط. القديم باب ان القرآن مخلوق ص ٣١.