الفصل الثالث
في حقيقة الوحي والإلهام وكيفية نزول القرآن على سيد الأنام
(عليه وعلى عترته المعصومين آلاف التحية والسّلام)
الوحي مصدر من وحي الله يحي من باب وعد ، ومثله أوحى اليه ، وأصله الصوت الخفي ، أو الاشارة المفهمة ، أو إفهام الغير بأيّ وجه غلب استعماله فيما ألقي على الأنبياء من عند الله سبحانه.
قال في القاموس : الوحي : الإشارة ، والكتابة ، والمكتوب ، والرسالة ، والإلهام ، والكلام الخفي ، وكلّما ألقيته إلى غيرك ، والصوت يكون في الناس وفي غيرهم كالوحي والوحاة والجمع وحيّ بالضم فالكسر ثم التشديد ، وأوحي إليه : بعثه وألهمه ، ونفسه : وقع فيها خوف.
وذكر شيخنا الطبرسي (رحمهالله) (١) : أن أصل الوحي عند العرب أن يلقي الإنسان إلى صاحبه شيئا بالاستتار والإخفاء.
__________________
(١) الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، أمين الدين أبو علي : مفسر محقق لغوي فقيه من أعاظم الامامية ، له مصنفات قيمة منها : مجمع البيان في تفسير القرآن الذي قال الشهيد فيه : لم يؤلف مثله ، جوامع الجامع في التفسير ، أعلام الورى باعلام الهدى وغيرها توفى سنة ٥٤٨ ه في سبزوار ونقل إلى المشهد الرضوي (عليهالسلام)