الخبر (١) وان كان الظاهر منه أنّها غير القيافة المحكوم بحرمتها عندهم.
وبالجملة فالأصل فيه موافقة الهيئات والأشكال البدنيّة للأحوال والأخلاق النفسانيّة على سبيل التابعيّة أو المتبوعيّة على خلاف فيه يأتي في موضعه إن شاء الله وعلى الوجهين يستدلّ بها عليها ، بل قد يستكشف بها بعض العواقب من الأرزاق والاعمار والسّعادات وأضدادها ، وأصولها عندهم مأخوذ من أصلين : التجربة طول الزّمان حيث إنّهم تأمّلوا غالب الأشخاص وما يصدر منهم ثم عدّوا ما استمرّ مطابقا أصلا يرجع إليه والقياس على حيوانات العجم ، ولذا صرّح صاحب الصناعة بانّه إنّما حكم على واسع الصدر غليظ المنكبين بالشجاعة قياسا على الأسد فإنّه كذلك ، ولم يجعل هذه العلامة دليلا على الكرم مع أنّ الأسد كريم أيضا لاتّصاف النمر بها وهو شحيح سجيع ، وهكذا باقي الأحكام فلا بدّ من النظر في تركيب العلامات ولزومها ومشاركتها والعمدة فيه هو الحدس الصحيح.
ولذا قال الطرطوسي مبدع الصناعة على ما يحكى عنه : وعلمي هذا حرام على الأغبياء لاحتياجه إلى صحّة الفكر والحذاقة والدراية ولعلّك تسمع إن شاء الله بعض الكلام فيه في تفسير الآية.
وعلم التسخير والعزائم المحرّمة في الشريعة الحقّة ، وإن كان المقصود منه استخدام الملائكة والجنّ واستنزال الشياطين ، وتسخير الأرواح للتصرف فيها في النفوس والأبدان واستكشاف الغايبات ، وعلاج المرضى ، والاطّلاع على الأخبار البعيدة وخواصّ العقاقير واستجلاب الثمار والفواكه والفصة الطرية في غير أو انها إلى غير ذلك ممّا لا يحصل إلّا بأقسام الأقسام والأعزام والرّياضيات الشاقّة الصعبة
__________________
(١) وسائل الشيعة ط الجديد ج ١٢ ص ١٠٨ عن الخصال.