ألم تسمع الناس يقولون : ربّ القرآن وإنّ القرآن يوم القيمة يقول : يا ربّ هذا فلان وهو أعرف به منه قد أظمأت نهاره وأسهرت ليله فشفّعني فيه كذلك التورية والإنجيل والزبور هي كلّها محدثة مربوبة أحدثها من ليس كمثله شيء هدى لقوم يعقلون فمن زعم أنهنّ لم يزلن فقد أظهر أنّ الله تعالى ليس بأوّل قديم ولا واحد ، وان الكلام لم يزل معه وليس له بدو وليس باله.
قال أبو قرّة : فإنا روينا أنّ الكتب كلها تجيء يوم القيمة والناس في صعيد واحد صفوف قيام لرب العالمين ينظرون حتى ترجع فيه وهي جزء منه فإليه تصير قال أبو الحسن عليهالسلام : فهكذا قالت النصارى في المسيح ان روحه جزء منه تعالى ويرجع فيه ، وكذلك قالت المجوس في النار والشمس أنّها جزء منه ويرجع فيه تعالى ربنا أن يكون مجزّءا أو مختلفا وإنّما يختلف ويأتلف المتجزّئ لأنّ كلّ متجزّء متوهم والقلّة والكثرة مخلوقة دالّة على خالق خلقها (١).
وفي «التوحيد» في جواب مكاتبة عبد الرحيم القصير (٢) ، عن أبي عبد الله (عليهالسلام) حيث سئله عن مسائل من جملتها أنّ الناس اختلفوا في القرآن فزعم قوم أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق وقال آخرون كلام الله مخلوق إلى ان قال عليهالسلام : وسئلت رحمك الله عن القرآن واختلاف الناس قبلكم فإنّ القرآن كلام الله محدث غير مخلوق وغير أزلي مع الله تعالى ذكره وتعالى عن ذلك علوا كبيرا كان الله
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٠ ص ٣٤٤ ط. الاخوندي بطهران.
(٢) عبد الرحيم بن روح القصير الاسدي كوفي روى عنهما وبقي بعد أبي عبد الله الصادق (عليهالسلام) ويظهر من بعض الأحاديث مدحه عن الصادق (عليهالسلام) كما في جوابه (عليهالسلام) عن كتاب له : سألت يرحمك الله.