التي ملأ بها كتبه بل نسب إلى صهره المحدث الفيض الكاشاني أنه قال في كتابه «أنوار الحكمة» (١) ، إنّ التكلم فينا ملكة قائمة بذواتنا نتمكّن بها من إفاضة مخزوننا العلميّة عن غيرنا وفيه سبحانه عين ذاته إلّا أنّه باعتبار كونه من صفات الأفعال متأخّر عن ذاته.
قال مولينا الصادق (عليهالسلام): إنّ الكلام صفة محدثة ليست بأزلية كان الله عزوجل ولا متكلّم (٢).
__________________
وإذا كان ذاته الذي كلّ الأشياء حاضرا لدى ذاته ومعلوما لذاته فكل الأشياء معلوم لذاته بنفس علمه بذاته الذي هو عين ذاته لا يعلم آخر وإنمّا سمى الفاعل بالتجلي لكون أفعاله ظهورات ذاته ، وتجليات صفاته التي عين ذاته.
الاسفار (والمنظومة) وتعليقة الآملي على المنظومة.
(١) أنوار الحكمة كتاب كلامي في أصول الدين ملخص من علم اليقين مع زيادات حكمية للفيض الكاشاني ، طبع في طهران بالطبع الحجري.
(٢) لعلّه مضمون الحديث لان متن الحديث على ما رواه في البحار هكذا ...
عن أبي بصير قال (ل) سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لم يزل الله جلّ اسمه عالما بذاته ولا معلوم ، ولم يزل قادرا بذاته ـ ولا مقدور ، قلت : جعلت فداك فلم يزل متكلما قال : الكلام محدث ، كان الله عزوجل وليس بمتكلّم ثمّ أحدث الكلام.
ـ بحار الأنوار ج ٤ ص ١٥١.
قال المجلسي (قدسسره) بعد ذكر الحديث السابق ذكره ، بيان : اعلم انه لا خلاف بين أهل الملل في كونه تعالى متكلما لكن اختلفوا في تحقيق كلامه وحدوثه وقدمه فالامامية قالوا : بحدوث كلامه ومعنى كونه متكلّما عندهم أنّه موجد تلك الحروف والأصوات في الجسم كاللوح المحفوظ ، أو جبرئيل ، أو النبيّ صلىاللهعليهوآله أو غيرهم كشجرة موسى ، وبه قالت المعتزلة له أيضا ، والحنابلة ذهبوا إلى أنّ كلامه صفة له مؤلّفة من الحروف والأصوات الحادثة القائمة بذاته تعالى ، والأشاعرة أثبتوا الكلام النفسي وقالوا : كلامه معنى واحد بسيط ، قائم