أشهر أجزائه ، وسبب أيضا لتدوينه حتى كثر في الحكم بقدمه أو حدوثه التشاجر والتقابل والسفك.
وقد روى أنّ بعض الخلفاء العباسية كان على الاعتزال فقتل جماعة من علماء الأمّة طلبا منهم الاعتراف بحدوث القرآن ، وقد يقال : إنّ علي بن إسماعيل بن أبي بشر أبا الحسن الأشعري المنسوب إلى جدّه أبي موسى الأشعري (١) ، أو الى أشعر بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان ، كان أوّلا على طريقة المعتزلة قائلا بحدوث القرآن ثمّ خطب وهو قاض بالبصرة ، وعدل من مذهب محمّد بن عبد الوهاب
__________________
(١) ابو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم بن بني الأشعر من قحطان ، ولد في زبيد باليمن سنة «٢١ ق ه» وقدم مكة عند ظهور الإسلام فأسلم وهاجر الى أرض الحبشة ثم استعمله رسول الله (ص) على زبيد وعدن ، وولّاه عمر بن الخطاب البصرة سنة ١٧ ه فافتتح اصبهان والأهواز ، ولما ولى عثمان أقرّه عليها ثم عزله فانتقل إلى الكوفة وصار واليا عليها فأقام بها إلى أن قتل عثمان فعزله علي عليهالسلام بعد التحكيم ، قال ابن أبي الحديد : إنّ أبا موسى الأشعري ذكر عند حذيفة بالدين فقال : أمّا أنتم فتقولون ذلك ، وأمّا أنا فأشهد أنّه عدو لله ولرسوله وحرب لهما في الحيوة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ، وكان حذيفة عارفا بالمنافقين آسرّ اليه النبيّ (ص) أمرهم وأعلمه أسمائهم.
روى عن النبيّ (ص) أنّه قال : شر الأولين والآخرين اثنا عشر ـ إلى ان قال ـ والسامري وهو عبد الله ابن قيس أبو موسى ، قيل وما السامري؟ قال (ع) قال لا مساس وهو يقول لا قتال.
في التاريخ : إنّ أبا موسى صار من جانب أصحاب علي بن أبي طالب عليهالسلام حكما في صفّين وخدعه عمرو بن العاص وقال له أبو موسى يا عمرو إنما مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث فأجاب عمرو إنمّا مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا إلخ ، توفى بالكوفة سنة ٤٤ ه.