وغيرها ممّا تأتي إليها الإشارة ، ولعلّه إليه يومئ ما رواه العيّاشي والقمي عن مولانا الصّادق (عليهالسلام) قال : الفرقان هو كلّ أمر محكم والكتاب هو جملة القرآن (١).
وفي الكافي عنه (عليهالسلام): القرآن جملة الكتاب والفرقان المحكم الواجب العمل به (٢).
وكونه مقروء أي متلوّا على النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في هذا العالم أو قبله في العوالم السابقة ويومئ الى الأوّل قوله (عليهالسلام) : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (٣) والى الثاني قوله : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) الآية (٤) أو أنّه مما يجب على النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) والمؤمنين قراءته وتلاوته لقوله تعالى : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) (٥) أو أنّهم يتلونه حقّ تلاوته أو أنّه ممّا
__________________
(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٩ نصّ الحديث هكذا : عن عبد الله بن سنان : قال : سئلت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن القرآن والفرقان؟ قال (عليهالسلام) : القرآن جملة الكتاب واخبار ما يكون والفرقان المحكم الذي يعمل به ، وكل محكم فهو فرقان.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٤٦١ ط. الإسلامية بطهران.
قال المازندراني في شرح الحديث : قوله : (القرآن جملة الكتاب) القرآن في الأصل مصدر بمعنى الجمع تقول قرأت الشيء قرآنا إذا جمعته ، ثم نقل الى هذا الكتاب لأنّه جمع القصص والأمثال والأمر والنهي والوعد والوعيد والسور وغيرها من الأسرار التي لا تحصيها :
قوله : (الفرقان المحكم الواجب العمل به) الفرقان في الأصل مصدر بمعنى الفرق ثم نقل الى الواجب العمل به على الوجه المطلوب لأنّه فارق فاصل بين الواجب والحرام وغيرهما من الأحكام وقد يطلق على جملة الكتاب أيضا لأنّه فاصل بين الحق والباطل والمراد بالمحكم الحكم المتقن الباقي الى آخر الدهر.
(٣) القيامة : ١٨.
(٤) الشورى : ٥٢.
(٥) المزمل : ٢٠.