أو فعل أو مفعول ، أو معنى أو غير معنى ، وعليها اجتمعت الأمور كلها ولم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى ولا وجود لها لأنها مبدعة بالإبداع والنور في هذا الموضع أوّل فعل الله تعالى الذي هو نور السموات والأرض والحروف هو المفعول بذلك الفعل وهي الحروف التي عليها الكلام (١).
وقد روي عن أبي ذر الغفاري عن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال : قلت : يا رسول الله كل نبي مرسل بم يرسل؟ قال عليهالسلام : بكتاب منزل ، قلت : يا رسول الله أيّ كتاب أنزل الله على آدم (عليهالسلام)؟ قال (عليهالسلام): كتاب المعجم ، قلت : أيّ كتاب المعجم؟ قال عليهالسلام : أب ت ث ، وعدها إلى آخرها.
فالحروف البسيطة إشارة إلى بسائط العوالم ومجرّداتها والمركبة إشارة إلى كلياتها ومركباتها ، والحقائق ، والروابط والإضافات والنسب المتصلة أو المعتبرة بينها ، فهذه الحروف المعدودة مع قلّتها وتناهيها أو عية لجميع الحقائق النورية وشبكة ومصيدة لاصطياد المعارف والحقائق والعلوم الكلية والجزئية ولذا ليس مطلب من المطالب ولا حقيقة من الحقائق ولا شيء ممّا في صقع الإمكان أو في عرصة الأكوان الّا ويمكن التعبير عنه بجملة من تلك الحروف المؤلفة على نسبة من التأليف المستعدّة بحسب الاستعداد أو الشخصي لاقتناص تلك المعاني ، وافاضتها عليها حيث إنّ نسبتها منها كنسبة الأرواح إلى الأجساد.
ولذا ورد عن الإمام عليهالسلام إن المعنى من اللفظ كالروح في الجسد (٢).
__________________
(١) التوحيد : ص ٤٢٨ ـ ٤٥٧ ، عيون الاخبار : ص ٨٧ ـ ١٠٠.
(٢) في سفينة البحار ج ١ ص ٥٣٧ : نقل عن أمير المؤمنين (عليهالسلام) انه قال : الروح في الجسد