روى عن جابر بن عبد الله في تفسير قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (١) قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : أوّل ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته ، فاقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثم سجد لله تعظيما ، ففتق منه نور علي عليهالسلام فكان نوري محيطا بالعظمة ونور علي محيطا بالقدرة ، ثم خلق العرش واللوح والشمس والقمر والنجوم وضوء النهار ، وضوء الأبصار والعقل ، والمعرفة ، وأبصار العباد ، وأسماعهم ، وقلوبهم من نوري ، ونوري مشتق من نوره (٢).
ولا يخفى أن قضيّة الجمع بين الخبرين تقدّم نور النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على نور علي عليهالسلام ، بثمانين ألف سنة ، وتقدّم نورهما معا على سائر الخلق بتلك المدّة أيضا ، فيكون تقدّم النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بضعفها.
وعن ابن بابويه عن مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الله خلق نور محمّد صلىاللهعليهوآله قبل خلق المخلوقات كلّها بأربعماة ألف سنة وأربعة وعشرين ألف سنة وخلق منه اثنى عشر حجابا (٣).
والمراد بالسنين مراتب تقدمه عليهالسلام على الأنبياء وبالحجب الأئمة عليهمالسلام فيستفاد منه ومن غيره مما مرّ تقدم نوره (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على غيره حتى أنوار الأئمة عليهمالسلام في عالم الأنوار ، مع اتحادهم حقيقة في النورانية ، فإنّ أنوارهم مشتقّة من نوره (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بعد وصوله إلى جلال العظمة في مدّة ثمانين ألف سنة كما في الخبر المتقدم.
__________________
(١) آل عمران : ١١٠.
(٢) بحار الأنوار ج ٧ ط. القديم ص ١٨٥.
(٣) الخصال ج ١ : ٨٢ ، معاني الاخبار : ٨٨ ، بحار الأنوار ج ١٥ : ٤.