وبعد أن بين ـ سبحانه ـ أن هذا القرآن ، قد تلقاه الرسول صلىاللهعليهوسلم من لدن حكيم عليم أتبع ذلك بجانب من قصة موسى ـ عليهالسلام ـ لتكون بمثابة التسلية للرسول صلىاللهعليهوسلم عن موقف كفار مكة منه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، فقال ـ تعالى ـ :
(إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧) فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨) يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠) إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (١٢) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)(١٤)
هذا جانب من قصّة موسى ـ عليهالسلام ـ كما جاءت في هذه السورة ، وقد جاءت في سور أخرى بصورة أوسع ، كسور : البقرة ، والأعراف ، ويونس ، والشعراء ، والقصص ...
وقد افتتحت هنا بقوله ـ تعالى ـ : (إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً).
والظرف «إذ» متعلق بمحذوف تقديره : اذكر.
و «موسى» ـ عليهالسلام ـ هو ابن عمران ، وينتهى نسبه إلى يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم ـ عليهالسلام ـ ، وكانت بعثته ـ على الراجح ـ في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر قبل الميلاد.