أى : وقال سليمان : يا رب ألهمنى المداومة على شكرك والامتناع عن جحود نعمك ، والكف عن كل ما يؤدى إلى كفران مننك التي أفضتها على وعلى والدي.
ووفقني كذلك لأن (أَعْمَلَ) عملا (صالِحاً تَرْضاهُ) عنى وتقبله منى (وَأَدْخِلْنِي) يا إلهى (بِرَحْمَتِكَ) وإحسانك (فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) الذين رضيت عنهم ورضوا عنك.
وهكذا جمع سليمان ـ عليهالسلام ـ في هذا الدعاء البليغ المؤثر ، أسمى ألوان الخشية من الله ـ تعالى ـ والشكر له ـ سبحانه ـ على نعمه ، والرجاء في رضاه وعطائه الجزيل.
ثم تحكى السورة الكريمة بعد ذلك ما دار بين سليمان ـ عليهالسلام ـ وبين جندي من جنود مملكته وهو الهدهد ، فقال ـ تعالى ـ :
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢١) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)(٢٦)
والتفقد : تطلب الشيء ومعرفة أحواله ، ومنه قولهم : تفقد القائد جنوده ، أى : تطلب أحوالهم ليعرف حاضرهم من غائبهم.