وفي (الذكرى) قال بالكراهية (١) ، وذهب ابن فهد إلى الكراهية أيضاً (٢) . وقال الكركي بالتحريم (٣) . والشهيد الثاني والمحقق الاردبيلي : بدعة (٤) .
وقال السيّد العاملي في (مدارك الأحكام) : واختلف الأصحاب في حكم التثويب في الأذان ـ الذي هو عبارة عن قول : « الصلاة خير من النوم » ـ بعد اتفاقهم على إباحته للتقية ، والمعتمد التحريم ؛ لنا أن الأذان عبادة متلقاة من صاحب الشرع ، فيُقتصَر في كيفيتها على المنقول ، والروايات المنقولة عن أهل البيت خالية من هذا اللفظ ، فيكون الإتيان به تشريعاً محرماً (٥) .
وحكى المحقق في (المعتبر) : أن في كتاب أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي من أصحابنا قال : حدثني عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قوله : ... إذا كنت في أذان الفجر فقل « الصلاة خير من النوم » بعد « حي على خير العمل » ، وقل بعده « الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله » ، ولا تقل في الإقامة « الصلاة خير من النوم » إنما هو في الأذان .
ثمّ نقل عن الشيخ في (الاستبصار) أنه حمل ذلك على التقية ، ثم قال : لست أرى هذا التأويل شيئاً ، فإنّ في جملة الأذان « حي على خير العمل » وهو انفراد الأصحاب ، فلو كان للتقية لما ذكره ، لكن الوجه أن يقال : فيه روايتان عن أهل البيت أشهرهما تركه (٦) .
______________________
(١) الذكرى : ١٧٥ .
(٢) المهذب البارع ١ : ٣١٥ .
(٣) جامع المقاصد ٢ : ١٨٩ .
(٤) روض الجنان : ٢٤٦ ، مجمع الفائدة ٢ : ١٧٧ .
(٥) مدارك الأحكام ٣ : ٢٩١ .
(٦) المعتبر ٢ : ١٤٤ ـ ١٤٥ ، وانظر الروايتين في : وسائل الشيعة ٥ : ٤٢٦ ـ الباب ٢٢ / ح ٦٩٩٤ ، ٦٩٩٥ .