كما قال سبحانه : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ ) (١) ، وقال سبحانه وتعالى : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (٢) ، وغيرها الكثير من الآيات والروايات .
وروى أحمد في « فضائل الصحابة » (٣) ، وأبي حاتِم في « تفسيره » (٤) ، بإسنادهما عن عِكْرِمة عن ابن عباس قال :
ما في القرآن آية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا أنّ عليّاً شريفها وأميرها وسيّدها ، وما من أصحاب محمّد إلّا قد عُوتب في القرآن إلّا عليَّ بن أبي طالب ، فإنّه لم يُعاتَب في شيء منه .
وروى ابن المغازلي الشافعيّ بسنده عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد الله قال : سمعتُ عليّاً يقول : ما نزلت آية في كتاب الله عزّ وجلّ إلّا وقد علمتُ متى نزلت وفيم أُنزلت ، وما من قريش رجل إلّا قد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى جنّة أو نار . فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، فما نزل فيك ؟
فقال : لولا أنّك ما سألتني على رؤوس الملأ ما حدّثتك ، أما تقرأ ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ) رسول الله على بيّنة من ربّه ، وأنا الشاهد منه أتلوه وأتْبعه ، واللهِ لَأَن تعلموا ما خصّنا الله عزّ وجلّ به أهلَ البيت أحبُّ إليَّ ممّا على الأرض من ذَهبةٍ حمراء أو فضّة بيضاء (٥) .
______________________
(١) الأنفال : ٤١ .
(٢) التوبة : ١٠٥ .
(٣) فضائل الصحابة لأحمد : ٢ : ٦٥٤ / ١١١٤ .
(٤) تفسير ابن أبي حاتم / الرقمان : ١٠٣٤ و ٣٩٣٩ .
(٥) مناقب عليّ بن أبي طالب : ٢٧٠ ـ ٢٧١ / ٣١٨ ، وانظر : الدرّ المنثور ٣ : ٣٢٤ ، شرح نهج البلاغة ١ : ٢٠٨ ، تفسير الطبري ١٢ : ١٠ ، تذكرة خواصّ الأُمّة لسبط ابن الجوزي : ٢٠ ، وغيرها .