|
التراويح سنة إلّا أنّها ليست بسنة رسول الله ، لأنّ سنة رسول الله ما واظب عليه .......... (١) . |
وعليه فالخلفاء الثلاثة وأبناء الطلقاء كانوا وراء تثبيت فكرة التثويب في أذان الصبح نزولاً عند رغبة عمر بن الخطاب ولقوله لمؤذنه : « اجعلها في أذانك » ولعلل رجوها في أنفسهم ، فعمموا ما أراده عمر بن الخطّاب إلى الأمصار حتّى صار شعاراً سياسياً يميّز به من يوالي عمر بن الخطّاب عمن يبغضه ، وأنّ التاريخ الصحيح يؤيّد ما نقوله وأنّ التثويب والحيعلة الثالثة صارت في الأزمنة المتأخرة إحدى السمات التي يُعرف بها العمري من العلوي ، كما أنّها هي إحدى مقومات الصراع على الهوية بين النهجين .
وبهذا فقد ثبت لك عدم كون التثويب سنة رسول الله ، كما ثبت لك أيضاً أنّ نسبتها إلى الخلفاء الثلاثة وخصوصاً إلى عمر بن الخطاب ليست بفرية واتهام من قبل الشيعة بل هي حقيقة اعترف بها كثير من علماء الجمهور أمثال الإمام مالك والشافعي وابن رشد وغيرهم ، فلا يمكن تضعيفها بعدم وجودها في كتب قدماء الشيعة ، إذ ما يعني وجودها في كتب قدماء الشيعة أو عدم وجودها ؟
بل ما يعني التصريح باسم القائل بها في كتبهم أو عدم ذكر اسمه ، فذكر الأسماء وعدمها ليست لها مدخلية في تثبيت الابداع وعدمه ، وإن كان لها أثر إلى حدٍّ ما في إثباته .
فمنهج الفقهاء هو الاشارة إلى أصل البدعة والإحداث دون ذكر الأسماء ، فإذا
______________________
(١)