على عدم سنّيتها وخصوصاً عند خلافته الظاهرية في الكوفة ، وذلك لقرب عهدهم به صلىاللهعليهوآله ولسعيه رفع البدع التي سبقت عهده .
وعليه فإنّ سكوت الإمام عن التثويب يؤكّد بأنّ ما أراده الشيخان لم يلقى القبول عند الصحابة آنذاك ، أو عدم شيوعه بينهم وخصوصاً مع عدم تأذين بلال لهما ، فالإمام عليهالسلام كان يهلّل حينما يسمع أذان ابن التياح بـ (حيّ على خير العمل) فيقول : مرحباً بالذي قال عدلاً وبالصلاة مرحباً وسهلاً (١) . لكنّا لم نقف على نصٍّ له في التثويب المخالف للحيعلة فقهيّاً وسياسيّاً .
نعم إنّ الحكومتين الأموية والمروانيّة قد تبنت مسألة التثويب في العصور التالية مستفيدة مما كان يريده الشيخان ، مع معرفة كثير من الصحابة والتابعين أنّ ذلك ليس بسنة لرسول الله .
|
فجاء في المصنف لابن أبي شيبة عن ابي اسامة عن ابن عون عن محمد [ ابن سيرين ] قال : ليس من السنة أن يقول في صلاة الفجر : الصلاة خير من النوم (٢) . |
وهذا النَّصّ ـ على لسان ابن سيرين ـ صريح بأنّ التثويب في الصبح ليس بسنة بل قد ينفع الاستدلال بهذا النَّصّ في إثبات كونه بدعة أيضاً ، هذا أولاً .
وثانياً : إنّ النَّصّ الآنف يثبت عدم صحة روايات التثويب المنسوبة إلى النبي عند ابن سيرين .
______________________
(١) من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٨٨ / ح ٨٩٠ .
(٢) مصنف ابن ابي شيبة ١ : ٢٣٦ .