فقد أخرج أبو داود السجستاني في « سننه » بسنده عن مجاهد قال : كنت مع ابن عمر فثوّب رجل في الظهر أو العصر قال : اخرج بنا فإن هذه بدعة (١) .
وفي مصنّف عبد الرزاق عن مجاهد قال : كنت مع ابن عمر فسمع رجلاً يثوّب في المسجد فقال : اخرج بنا من [ عند ] هذا المبتدع (٢) .
ثمّ سرى الإحداث والابتداع مع شيء من الزيادة يفوق ما سبقه في الأزمان التي تلاها ، كالسلام على الخلفاء والأُمراء ممّا أساء بعضهم وقد كان هذا بدء أوّلياته في زمان عمر بن الخطّاب ، فقد قال الفاكهي في « أخبار مكة » بعد نقله اعتراض عمر على أبي محذورة لما سلم عليه بعد الأذان وقوله له : ويحك أمجنون أنت
قال الفاكهي :
|
وأمّا أذان الصبح فليس هو ببلد إلّا بمكة يؤذّن به إذا بقي من الليل ثلثه ، وهو الذي كان العمل عليه بمكة ويتناولون قول النبي ليلاً : ألا إنّ بلال ينادي بليل فكلوا واشربوا حتّى ينادي ابن أم مكتوم ، فكان على الأذان الأول وحده حتّى كان عبد الله بن محمّد بن داود (أمير مكة ٢٣٩ ـ ٢٤١) فأخذهم فيه بالأذان الآخر عند طلوع الفجر فثبت إلى اليوم بمكة ورأوه موافقاً للناس ، فهم عليه إلى الآن ، إلّا أنّهم لا يؤذّنون الأذان الأول في شهر رمضان مخافة أن يمتنع الجاهل من السحور ويظنّ أنّه الأذان الآخر الذي يؤذن مع الفجر (٣) . |
______________________
(١) سنن أبي داود ١ : ١٤٨ / ١٣٨ .
(٢) المصنف لعبد الرزاق ١ : ٤٧٥ / ١٨٣٢ ، كنز العمال ٨ : ٣٥٧ / ٢٣٢٥٠ .
(٣) أخبار مكة للفاكهي ٢ : ١٤٥ / ح ١٣٢٧ .