|
وممن قال بالتثويب عمر بن الخطاب وابنه وأنس والحسن البصري وابن سيرين والزهري والثوري وأحمد وإسحاق وأبو ثور ولم يقل أبو حنيفة على هذا الوجه (١) . |
إذن مذهب عمر بن الخطّاب وابنه عبد الله وأنس هو مذهب هؤلاء دون غيرهم . فلو كان التثويب ثابتاً عن رسول الله وممّا يقول به غيرهم من كبار الصحابة ، أمثال : ابن مسعود وأبي سعيد الخدري وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب فلا معنى لاختصاص النووي بعض الصحابة دون البعض الآخر أو لإتيان باسم فلاناً وفلاناً من الصحابة واسم فلاناً وفلاناً من التابعين دون غيرهم ، فإنّ الإتيان بأسماء هؤلاء يؤكّد بأنّ التثويب هو موقوف عليهم لا على غيرهم .
كما يؤكّد بأنّها ليست بسنة نبوية ، فلو كان سنة نبوية لما تركها البعض الآخر من الصحابة ولما أجازوا السماح بتركها .
فإنّ تركها لم يأت إلّا لعدم اعتقادهم بمشروعيّتها أو خوفهم من الوقوع في البدعة .
نعم سرى التطرّف ـ بعد موقف عمر ـ إلى بعض صحابة رسول الله وأنصار الخليفة فأخذوا يزيدون أنواعاً من التثويب ويعممونه إلى الظهر والعصر والعشاء خلافاً لما أراده أبو بكر وعمر في الصبح خاصّة ، فأخذوا ينادون بـ « الصلاة خير من النوم » أو ما شابه ذلك في الصلوات الأخرى ، ممّا دعى بعض الصحابة بالوقوف أمامهم كابن عمر .
______________________
(١) المجموع ٣ : ٩٤ .