وقد يكون راجعاً إلى الأمويين والحكومات التي تلتها .
نعم أنّ سعد وأمثاله كانوا يأتون بـ (الصلاة خير من النوم) في بعض الأحيان ويتركوها في أحيان أخرى حتى يتطبع المسلمون عليها .
أي أنّ هذا الأمر أخذ يتشكل شيئاً فشيئاً بعد رسول الله ويصير شرعياً ودينياً ، ولأجل هذا ترى اختلاف النصوص عنهم فتارةً فيه الترجيع والتثويب وأخرى ليس فيهما ذلك ، أو قل أنّ جملة « الصلاة خير من النوم » تارةً كان يؤتى به في أذان الليل ، وأخرى في الأذان الشرعي عند الفجر ، وثالثة فيهما معاً ورابعة بعدها قبل الإقامة ، وخامسة بإضافة المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح مرتين مرتين ، وسادسة بالسلام على الأمراء وهكذا ، فقد قال إمام الحرمين :
إنّ التثويب يشرّع في كلّ أذان للصبح سواء ما قبل الفجر وبعده .
وقال صاحب التهذيب : إن ثوّب في الأذان الأول لم يثوّب في الثاني في أصح القولين (١) .
وفي (المجموع) أيضاً قال أصحابنا : السنة أن يؤذّن مرّتان : أحدهما للفجر ، وأخرى عقيب طلوعه ، لقوله صلىاللهعليهوآله : إنّ بلالاً يؤذّن بليل فكلوا واشربوا حتّى يؤذّن ابن ام مكتوم ، إلى أن قال :
وجاز أن يكون بعض الكلمات قبل الفجر وبعضها بعده إذا لم يطل بينهما فضل (٢) .
وقال النووي أيضاً في (روضة الطالبين) :
______________________
(١) المجموع ٣ : ٩٢ .
(٢) المجموع ٣ : ٨٩ .