بل قبل كل ذلك علينا أن نسأل : هل يصحّ بأنّ بلالاً أذّن للشيخين بعد رسول الله أم لا ؟
وإذا جاء الجواب بالنفي ، فلماذا لم يؤذن لهما ؟
وهل يصح ما حكوه عنه من طلبه من أبي بكر الذهاب إلى الشام للمرابطة على ثغور المسلمين ، وقوله : لا اطيق الأذان بعد رسول الله ؟ أم أنّه اُبعد أو ابتعد عن الأحداث لعلل سياسية دينية ؟
بل ما هو موقفه من أهل بيت الرسالة ، بل ما هو موقفهم منه ؟
ولماذا يؤذن بطلب من السبطين الحسن والحسين وفاطمة عليهمالسلام (١) ، ولا يؤذّن لأبي بكر وعمر ـ وهما خليفتي المسلمين ـ وقد عاش في المدينة المنورة قرابة عام بعد رسول الله ؟
وهل أنّ خروجه إلى الشام اعتراضاً على سياسة النهج الحاكم أم إقصاءاً وتبعيداً من قبلهم له ؟
وهل يصحّ ما حكوه عن أذانه لعمر بالجابية ؟ (٢) ولماذا لم يؤذن لهم ؟ بل ما الذي كان يريدونه منه في الأذان ؟
وهل إدراج « الصلاة خير من النوم » في الأذان الشرعي أم رفع « حي على خير العمل » منه ؟
______________________
(١) تاريخ دمشق ٧ : ١٣٦ترجمة رقم ٤٩٣ ، ومختصره ٤ : ١١٨ ، ٥ : ٢٦٥ ، اسد الغابة ١ : ٢٠٨ ، وانظر : تهذيب الكمال ٤ : ٢٨٩ ، حيث أبدل « الحسن والحسين » بـ « بعض الصحابة » .
ومن لا يحضره الفقيه ١ : ٢٩٨ / ٩٠٧ .
(٢) أُنظر حيّ على خير العمل الشرعية والشعارية : ٢٨٥ .