زمن معاوية ـ على وجه الخصوص ـ الذي كان حساساً إلى درجة لا يمكنه أن يسمع اقتران اسم النبيّ محمّد باسم ربّ العالمين (١) .
بلى ، إنّ معاوية وعائشة هما اللذان شكّكا بالمعراج الجسماني ، فقالت عائشة : ما فقدتُ جسد رسول الله ولكنّ الله أسرى بروحه ! (٢)
وقال معاوية : كانت رؤيا صادقة ! (٣)
فلا عجَبَ بعد هذا من : القول بوجود تحريفات من قبل الأمويّين في الأذان وفي غيره ، والقول بحذف عمر للحيعلة الثالثة ووضعه « الصلاة خير من النوم » ، أو القول بإفراد الإقامة أو تثنيتها لحاجة لهم ، أو إحداث معاوية وبعده المغيرة بن شعبة دعوةَ المؤذّن للخليفة بقوله : السلام على أمير المؤمنين ، الصلاة الصلاة يرحمك الله (٤) . وما شابه ذلك من البدع والتحريفات !
وممّا يؤكّد ما قلناه هو استمرار نهج الخلافة وحتّى العصور المتأخّرة بالسلام على الأُمراء بعد الأذان أو دعوتهم إلى الصلاة ، وهو مشعرٌ بأنّهم يريدون استغلال هذه الشعيرة للدلالة على شرعية خلافتهم وأنّهم هم الأَولىٰ من غيرهم بهذا المقام !
وقد جئنا في كتابنا الأوّل من هذه الدراسة « حيَّ على خير العمل : الشرعية والشعارية » بكلام الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام وإشارتهم إلى التحريفات الواقعة في الأذان قبل عهدهم وسؤالهم عمّا تقول العامّة فيه .
______________________
(١) الأخبار الموفقيات : ٥٧٦ ، مروج الذهب : ٤ : ٤١ ، النصائح الكافية : ١٢٣ ، شرح نهج البلاغة ٥ : ١٣٠ .
(٢) الدرّ المنثور ٤ : ١٥٧ .
(٣) الدرّ المنثور ٤ : ١٥٧ .
(٤) الوسائل إلى معرفة الأوائل : ٢٦ .