إلى ذلك ، وهذا الأمر كان مثيراً وملفتاً للنظر لاسيما إذا لاحظنا المحيط
الذي نزل فيه القرآن ، والذي كان مركزاً للجهل والامّية ، وأول الآيات التي نزلت
على النبي صلىاللهعليهوآله كانت تؤكد على العلم كما جاء في سورة العلق الآية ١ ـ ٥.
ويقسم في مكان
آخر بالقلم كما جاء في سورة القلم الآية ١ ، واعتبر أنَّ أفضلية (آدم) ، والبشر بصورة عامة تكمن في (فضيلة العلم والمعرفة)
هذه. (البقرة / ٣١ ـ ٣٣)
١٣ ـ تعتبر
فريضة (الأمر بالمعروف) و (النهي عن المنكر) احدى المميزات المشرقة لهذا الدين والتي يعتبرها نوعاً
من الاشراف والرقابة العامة على كل المجتمع بواسطة كل المجتمع ، ومسؤولية متقابلة
لكل أفراده في مقابل أي نوع من المفاسد الاجتماعية أو ترك القيام بالواجب ، انظر
إلى سورة آل عمران الآية ١٠٤ و ١١٠ وآيات اخرى.
١٤ ـ بما أنّ
مصدر الكثير من المفاسد الاجتماعية هو الميل الشديد للقضايا المادية ، والتنافس في
حب التجمّل والبذخ في الحياة فقد دعا الإسلام إلى (العيش
البسيط) ونبذ حب
التجمل من أجل اغلاق مصدر الشر هذا كما في سورة الزخرف الآية ٣٣ ـ ٣٥ ، في نفس
الوقت الذي اعتبر الانتفاع المعقول والمنطقي من المواهب المادية وحتى التزيينية
والكمالية بأنّه مباح وقد أشار إليه في سورة الأعراف الآية ٣٢.
١٥ ـ دعوته إلى
لـ (مراعاة الاداب) ، وحسن المواجهة مع الآخرين ، وملاحظة الموازين الأخلاقية
في أي مكان ، وقد أشار لهذه المسألة في سورة لقمان ، الآيتين ١٨ و ١٩ ، وسورة
الحجرات ، الآيتين ١١ و ١٢ ، وسورة الفرقان ، الآية ٧٢ ، وآيات اخرى. وورد ايضاً
في الآية : (خُذِ الَعفوَ وأْمُرْ
بِالعُرفِ وَأَعرِضْ عَنِ الجاهلِينَ) . (الأعراف / ١٩٩)
١٦ ـ استخدام
(البحث المنطقي) في الحوار مع اتباع الأديان الاخرى بدلاً من التعصب
الأعمى ، يقول القرآن الكريم : (ادعُ الَى سَبِيلِ
رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالموَعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلهُم بِالَّتِى هِىَ احسَنُ). (النحل / ١٢٥)
__________________