وكل تدبير في هذا العالم يدلّ على ربوبيته ، وجميع الأرزاق الظاهريّة والباطنيّة هي مظاهر لرازقيته سبحانه.
وكما أشرنا سابقاً ، ونظراً لكون صفات الفعل مشتقّة من أفعاله جلّ وعلا ، وأفعاله لا تعدّ ولا تحصى فإنّ صفاته الفعلية لا تعدّ ولا تحصى أيضاً.
وقد ذكرنا في البحوث السابقة ستين صفة من أهم (صفات الفعل) الواردة في القرآن الكريم ، والتي تتشعّب من كلٍّ منها صفات اخرى ، وتطرّقنا إلى تفسيرها وتحليلها.
إنَّ الانتباه إلى هذه الصفات لا يُعرفنا بالأفعال الإلهيّة فحسب ، بل إنّ معرفة أفعاله تؤدّي إلى تخلّقنا بها وتربية نفوسنا وتهذيب أرواحنا ، (فتأمّل).
* * *
وينبغي التذكير بهذه المسألة أيضاً وهي أنّ بعض الصفات الإلهيّة لا ريب في انتسابها إلى صفات الذات (مثل عالِم) وبعضها إلى صفات الفعل (كالرازق والخالق) ، وبعضها الآخر ذات جانبين ؛ ذاتية من ناحية ، وفعليّة من ناحية اخرى ، كالقيّوم مثلاً فإن فُسّرت بمعنى (القائم بالذات) صارت من صفات الذات ، وان فُسّرت بمعنى (مقوّم الموجودات) صارت من صفات الفعل.
* * *
٢ ـ الصفات الاخرى التي تعتبر من زمرة الصفات الفعليّة
هنالك أفعال في القرآن الكريم تنسب إلى الله تعالى دون ذكر مصطلحها الوصفي ، وقد ذكرها علماء العقائد بعنوان صفات الفعل أو أسماء الله الحسنى ، ولأنّهُ كان من المقرّر أن نبحث في مباحثنا الصفات المذكورة في القرآن الكريم فقط ، لذا لم نتطرّق إليها ضمن الأسماء والصفات التي ذكرناها ، في الوقت الذي نعتقد بوجوب الإشارة إلى أهمها هنا ، ومن جملتها (متكلّم) و (صادق).
* * *