التنبيه الرابع
في استصحاب الزمان والزماني
والبحث في ذلك في مقامات المقام الأول في جريان الاستصحاب في نفس الزمان مثل الليل والنهار إذا شك في بقائهما كما إذا شك في بقاء النهار للإفطار وعدمه في الصوم أو شك في بقاء الليل وعدمه لجواز الأكل وعدمه فيه أيضا أو شك في بقاء الوقت للصلاة والحق هو جريانه لأن الليل هو السواد المحدود بين الحدين والنهار هو البياض المحدود بين الحدين عند العرف وبمجرد دخول السواد بعد المغرب ودخول البياض بعد طلوع الفجر يكون عنوان الليل والنهار صادقا.
ولا يكون التدريج في هذا العنوان فالحدوث والبقاء لا شبهة فيهما فاليقين بالحدوث والشك في البقاء يكون مما تم به أركان الاستصحاب وهذا هو معنى ما تعرض له المحقق الخراسانيّ (قده) من ان الحركة التوسطية مما يجري فيها الاستصحاب ولا يكون الاجزاء فيها متدرجة بخلاف الحركة القطعية ومن المعلوم ان الزمان هو مقدار الحركة ولا يكون شيئا في نفسه.
واما الإشكال الّذي يتوهم في جريان استصحاب الزمان فهو انه لا قرار له فان الجزء الماضي منه قد انعدم والمستقبل منه لم يأت بعد وهو لا زوال كذلك وهذا حال الحركة دائما.
والجواب عنه ما مر من ان العنوان من الليل والنهار لا تدريج فيه وما فيه التدريج لا يكون هو المستصحب وعلى فرض عدم تسليم ما ذكرناه فنقول الأمر التدريجي يكون له وحدة اتصالية مساوقة للوحدة الشخصية (١) واما ما قيل من ان النقض صادق
__________________
(١) ويمكن ان يقال بان الزمان وهو مقدار الحركة يكون له دوام في عدم القرار ودوام كل شيء بحسبه فهو في نحو وجوده ثابت كما هو المعروف بين أهل الفن في مقام ربط الحادث بالقديم فيقال انه من وجه ثبوته يربط بالثابت لا من وجه تزلزله.