وأمّا السنّة :
فمنها : ما في الكافي عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقلّبك عنه ، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءا وانت تجد لها في الخير سبيلا».
ومنها : قول الصادق عليهالسلام لمحمّد بن الفضل : «يا محمّد كذّب سمعك وبصرك عن أخيك ،
______________________________________________________
(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (١) و (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ) (٢) على اصالة الصحة ، وذلك لان غاية مدلولهما حرمة سوء الظن بالناس ممّا يظهر أثره العملي على لسانهم وفعلهم ، وهذا لا يثبت دلالة الآيتين على أصالة الصحة المبحوث عنها حتى نرتّب على هذه الأصالة أثرها.
(وأمّا السنّة : فمنها : ما في الكافي عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقلّبك عنه) يعني؟ يقلبك الى اليقين بالقبح ، ومن هذا المعنى يظهر ان المراد بالأحسن هنا هو : الحسن مثل قوله سبحانه : (اتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) (٣) وقوله تعالى : (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) (٤) ومنه ايضا يعلم معنى تتمة الحديث (ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءا وانت تجد لها في الخير سبيلا» (٥)) فاللازم الحمل على الخير ، الّا اذا تعذّر.
(ومنها : قول الصادق عليهالسلام لمحمّد بن الفضل : «يا محمّد كذّب سمعك وبصرك عن أخيك) اي : خطّئهما فيما سمعا أو رأيا منه من سوء ، وقل :
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ٨٣.
(٢) ـ سورة الحجرات : الآية ١٢.
(٣) ـ سورة الزمر : الآية ٥٥.
(٤) ـ سورة الاعراف : الآية ١٤٥.
(٥) ـ الكافي (الاصول) : ج ٢ ص ٣٦٢ ح ٣ (بالمعنى) ، وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٣٠٢ ب ١٦١ ح ١٦٣٦١ ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج ١٢ ص ١٠.