فان شهد عندك خمسون قسامة أنّه قال ، وقال : لم أقل فصدّقه وكذّبهم».
ومنها : ما ورد مستفيضا : «إنّ المؤمن لا يتّهم أخاه ، وأنّه إذا اتّهم أخاه
______________________________________________________
انه لم يقل ولم يعمل سوءا (فان شهد عندك خمسون قسامة) بفتح القاف والمراد منه : خمسون شخصا يحلفون على (أنّه قال) قولا سيئا أو فعل فعلا سيئا (و) لكنه (قال : لم أقل) أو لم افعل سوءا (فصدّقه وكذّبهم» (١)) اي : لا ترتب اثرا على ما قالوا في اخيك من سوء ، وهذا من آداب الاسلام الاجتماعية ، واخلاق المعاشرة مع الناس ، حيث ان له تاثيرا كبيرا في نشر الثقة وحفظ الالفة والمحبة بين افراد المجتمع ، وهو ما يحثّ الاسلام عليه بقوله : «هل الدين الّا الحبّ» (٢) وغير ذلك.
ومعلوم ان هذا في غير مسئلة الدعاوي والمخاصمات ، كما انه ليس في مسئلة أخذ الحذر ممّن تناله الألسن بالسوء ، فان اخذ الحذر لازم كما في قصة اسماعيل بن الإمام الصادق عليهالسلام ومضاربته مع من نالته الالسن بانه يشرب الخمر (٣) ، وذلك لان اخذ الحذر مسئلة غير مسئلة حسن المعاشرة مع الناس ، وهو واضح.
(ومنها : ما ورد مستفيضا : «إنّ المؤمن لا يتّهم أخاه ، وأنّه إذا اتّهم أخاه
__________________
(١) ـ الكافي (روضة) : ج ٨ ص ١٤٧ ح ١٢٥ ، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال : ص ٢٩٥ ح ١ ، وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٢٩٥ ب ١٥٧ ح ١٦٣٤٣ ، أعلام الدين : ص ٤٠٥ ، بحار الانوار : ج ٧٥ ص ٢١٤ ب ٦٥ ح ١١ وص ٢٥٥ ب ٦٦ ح ٤٠.
(٢) ـ الكافي (روضة) : ج ٨ ص ٧٩ ح ٣٥ ، الخصال : ص ٢١ ، دعائم الاسلام : ج ١ ص ٧١ و ٧٢ ، اعلام الدين : ص ٤٤٩ ، تفسير العياشي : ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٧ ، المحاسن : ص ٢٦٢ ح ٣٢٧ ، مشكاة الانوار : ص ١٢٠.
(٣) ـ انظر الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٢٩٩ ح ١ ، وسائل الشيعة : ج ١٩ ص ٨٣ ب ٦ ح ٢٤٢٠٧.