بناء على تفسيره بما في الكافي من قوله عليهالسلام : «لا تقولوا إلّا خيرا حتى تعلموا ما هو» ، ولعلّ مبناه على إرادة الظنّ والاعتقاد من القول.
ومنها : قوله تعالى : (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ،) فانّ ظنّ السوء إثم ،
______________________________________________________
ـ كما قال ـ فان هذه الآية إنّما تكون دليلا على أصالة الصحة في فعل الغير (بناء على تفسيره بما في الكافي من قوله عليهالسلام : «لا تقولوا) اي : لا تظنوا باحد (إلّا خيرا حتى تعلموا ما هو» (١)) فيكون معنى الآية : انه اذا رأى الانسان من احد عملا ، أو سمع منه قولا لا يعلم انه خير أو شر ، حمله على الخير لا على الشر ، فاذا رآه يشرب مائعا مشبوها ولم يعلم هل انه يشرب الماء أو يشرب الخمر؟ حمله على انه يشرب الماء ، وكذا اذا سمعه يقول له شيئا ولم يعلم هل انه يسبّه أو يسلّم عليه؟ حمله على الصحيح الحسن.
والى هذا المعنى أشار المصنّف حيث قال : (ولعلّ مبناه) اي : مبنى هذا التفسير (على إرادة الظنّ والاعتقاد من القول) وذلك بان يظن بالناس خيرا ، فالقول على ذلك يكون مرادا به خصوص الامر القلبي ، لكن الظاهر ـ وحسب بعض التفاسير ـ ان قوله تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (٢) يعني : عاملوهم بخلق جميل ، فيكون المراد بالقول الأعم من القول والفعل.
(ومنها : قوله تعالى : (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (٣) فانّ ظنّ السوء إثم) واذا كان ظن السوء اثما ، فالعمل بذلك الظن وترتيب الاثر عليه يكون إثما بطريق أولى ، وقد ذكرنا سابقا : ان هذه الآية تدل على وجوب الاجتناب
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ١٦٤ ح ٩ ، وسائل الشيعة : ج ١٦ ص ٣٤١ ب ٢١ ح ٢١٧١٠.
(٢) ـ سورة البقرة : الآية ٨٣.
(٣) ـ سورة الحجرات : الآية ١٢.