بل الأخبار المشتملة على الترجيحات وتعليلاتها أصدق شاهد على ما استظهرناه : من كون حجيّة الأخبار من باب الطريقيّة ، بل هو أمر واضح.
ومراد من جعلها من باب الأسباب عدم إناطتها
______________________________________________________
الطريقين تخييرا حتى لا يبقى متحيّرا ، بينما على السببية يلزم الحكم بالتخيير ابتداء ، لا بعد فقد المرجّحات.
ثانيا : (بل الأخبار المشتملة على الترجيحات وتعليلاتها) أي : تعليلات تلك الترجيحات (أصدق شاهد على ما استظهرناه : من كون حجيّة الأخبار من باب الطريقيّة ، بل هو أمر واضح) لأنّ الإمام عليهالسلام علّل الترجيح في تلك الأخبار بما يدل على كونه طريقا ، مثل «فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه» (١) ومثل : «ما خالف العامة ففيه الرشد» (٢) ومثل : «فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فذروه» (٣).
ومن الواضح : أن مخالف الكتاب ليس طريقا الى الواقع ، ومثل : «وما لم يكن في الكتاب فاعرضوهما على سنن رسول الله» (٤) الى غير ذلك ممّا يدلّ على الطريقية.
هذا (ومراد من جعلها) أي : جعل الحجيّة (من باب الأسباب) ليس هو السببية المصطلحة التي هي مقابل الطريقية ، بل مراده من ذلك : (عدم إناطتها)
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٨ ح ١٠ ، تهذيب الاحكام : ج ٦ ص ٣٠٢ ب ٢٢ ح ٥٢ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ص ٨ ب ٢ ح ٣٢٣٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٠٦ ب ٩ ح ٣٣٣٣٤.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٨ ح ١٠ ، تهذيب الاحكام : ج ٦ ص ٣٠٢ ب ٢٢ ح ٥٢ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ص ٨ ب ٢ ح ٣٢٣٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٠٦ ب ٩ ح ٣٣٣٣٤.
(٣) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٨ ب ٩ ح ٣٣٣٦٢ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٣٥ ب ٢٩ ح ٢٠.
(٤) ـ عيون أخبار الرضا : ج ٢ ص ٢١ ح ٤٥ (بالمعنى) ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٥ ب ٩ ح ٣٣٣٥٤.