وأمّا العمل بأحدهما الكلّي عينا ، فليس من أفراد العامّ ، لأنّ أفراده هي المشخّصات الخارجيّة ، وليس الواحد على البدل فردا آخر ، بل هو عنوان منتزع منها غير محكوم عليه بحكم نفس المشخّصات
______________________________________________________
(و) إن قلت : إنّا لا نقول بأن معنى «صدّق العادل» هو : اعمل بالخبر الواحد عينا مع الوحدة ، وبأحدهما تخييرا مع التعارض ، حتى يستلزم استعمال اللفظ في أكثر من معنى ، بل نقول بأنّ معنى «صدّق العادل» هو : اعمل بالواحد الكلي ، فحيث كان واحد نعلم أنّه هو فنعمل به علنا ، وحيث كان اثنان متعارضان فنعمل بكل منهما تخييرا عقليا بينهما.
قلت : (أمّا العمل بأحدهما الكليّ عينا) يعني : بأن ينصبّ الوجوب العيني في «صدّق العادل» على المفهوم المردّد وحيث أن المفهوم المردّد ذهني لا خارج له ، فلا يكون فردا للعام ، كما قال (فليس من أفراد العامّ) وذلك (لأنّ أفراده) أي : أفراد العام (هي المشخّصات الخارجيّة) التي رويت في كتب الروايات ، فإنّ هذه الأخبار المتشخّصة هي المشمولة لصدّق العادل.
إن قلت : أعني بالمفهوم المردّد : الواحد على البدل ، فينطبق هذا الكلي : «المفهوم المردّد» على أحد المتعارضين في الجملة.
قلت : (وليس الواحد على البدل فردا آخر) متشخّصا في الخارج في عداد سائر الأفراد المتشخّصة خارجا : حتى يكون «صدّق العادل» يشمل ألف فرد ممّا ذكر في الكتب الأربعة ـ مثلا ـ وفردا آخر فوق ذلك الألف ، وهو : الواحد على البدل ، فإنّه ليس كذلك (بل هو) أي : الواحد على البدل (عنوان منتزع منها) أي : من تلك الأفراد الخارجية التي وقع التعارض بينها ، وذلك العنوان الانتزاعي (غير محكوم عليه بحكم نفس المشخّصات) الخارجية المتمثّلة بالأخبار الواردة