الثالث : من جهة كونه صادقا في الواقع أو كاذبا ، وهذا معنى حجّية خبر المسلم لغيره ، فمعنى حجيّة خبره : صدقه.
والظاهر : عدم الدليل على وجوب الحمل على الصحيح بهذا المعنى.
والظاهر : عدم الخلاف في ذلك إذ لم يقل أحد بحجيّة كلّ خبر صدر من مسلم ، ولا دليل يفي بعمومه عليه حتى ترتكب دعوى خروج ما خرج بالدليل من الداخل.
______________________________________________________
في المقام السيرة القطعية واختلال النظام الناتج من مخالفة الأصلين.
(الثالث : من جهة) المطابقة للواقع وعدم المطابقة له ، أي : في (كونه صادقا في الواقع أو كاذبا) يعني : صدقا أو كذبا خبريا لا مخبريا ، وبعبارة أدق : هل انّ خبره حجة ومطابق للواقع أم لا؟ (وهذا معنى حجّية خبر المسلم لغيره) إذ الغير إنّما يهمّه مطابقة الخبر وعدم مطابقته للواقع (فمعنى حجّية خبره : صدقه) صدقا مطابقا للواقع ، وهذه المطابقة غير المطابقة للاعتقاد ، إذ ربما يقول الشخص ما يطابق اعتقاده ، لكن لا يطابق الواقع ، والناس يريدون مطابقة الخبر للواقع بعد مطابقته لاعتقاد المخبر ، لا مطابقته لاعتقاد المخبر وعدم مطابقته للواقع.
(والظاهر : عدم الدليل على وجوب الحمل على الصحيح. بهذا المعنى) الأخير ، إذ ليس معنى : «احمل فعل أخيك على أحسنه» انه مطابق للواقع.
(و) كذا (الظاهر : عدم الخلاف في ذلك) أي : انهم اتفقوا على انه لا دليل يوجب حجيّة خبر المسلم ومطابقته للواقع (إذ لم يقل أحد بحجيّة كلّ خبر صدر من مسلم ، ولا دليل يفي بعمومه عليه) أي : وليس هناك دليل عام يشمل هذا المعنى (حتى ترتكب دعوى خروج ما خرج بالدليل من الداخل) تحت العموم ، يعني : انه لا عموم حتى يدّعي أحد وجود الدليل العام على حجية خبر المسلم